للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وتعالى رحيم بخلقه كلهم، {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا} (١) حتى الكافر يرزقه الله تعالى العقل، والصحة، والأولاد، والمال، والأزواج، لكن هذه رحمة عامة، أما الرحمة الخاصة بالمؤمنين ففي قوله تعالى: {وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا (٤٣)} (٢) وهنا أضاف تنزيل القرآن إلى هذين الاسمين، {الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ} إشارة إلى وجوب العمل بما جاء في القرآن، وأن من لم يعمل به فإن أمامه العزيز الذي يأخذه أخذ عزيز مقتدر، والرحيم إشارة إلى أن هذا القرآن إنزاله من مقتضى رحمته -سبحانه وتعالى- بخلقه؛ لأن الله تعالى ما رحم خلقه رحمة أعظم من إنزال القرآن الكريم؛ لأن به الحياة القلبية والبدنية، والفردية والاجتماعية، ففيه تهديد للذين يخالفون هذا القرآن بأنه نزل من عند عزيز ينتقم ممن خالفه. ورحيم: إشارة إلى أن هذا القرآن من مقتضى رحمته سبحانه وتعالى، قال المؤلف رحمه الله: [خبر مبتدأ مقدر، أي: القرآن] يعني بخبر مبتدأ مقدر {تَنْزِيلَ} بالرفع أي: القرآن، والتقدير: القرآن تنزيلُ العزيز الرحيم، وفي قراءة سبعية {تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ} وعلى هذه القراءة يكون منصوبًا على أنه مصدر عامله محذوف، يعني نزل تنزيل العزيز الرحيم.

* الفوائد:

١ - أن القرآن منزل من عند الله لقوله: {تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ


(١) سورة هود، الآية: ٦.
(٢) سورة الأحزاب، الآية: ٤٣.

<<  <   >  >>