"الرحمة" إما بالإحسان، وإما بإرادة الإحسان فيقولون: معنى رحيم، أي: محسن، أو مريد للإحسان، قالوا: لأن الله لا يمكن أن يتصف بالرحمة، فإن الرحمة تدل على الضعف، وعلى الرقة واللين، وهذا لا يليق بالله سبحانه وتعالى. وفسروها بالإرادة، لأنهم يثبتون الإرادة، أو بالإحسان؛ لأن الإحسان منفصل عن الله عز وجل وهو مخلوق، ولا شك أن هذا تحريف، والرحمة إن كان يلزم منها الرقة واللين فهذا باعتبار رحمة المخلوق، أما باعتبار رحمة الخالق فلا يلزم منه هذا المعنى، على أننا نمنع أن يكون من لازمها الرقة واللين؛ لأنا نجد الملك القوي الشجاع يكون فيه رحمة، ولا ينقص ذلك من قوته وسلطانه شيئًا، لكن لو سلمنا جدلًا أنها تستلزم الرقة واللين فإنما ذلك باعتبار رحمة المخلوق.
الفوائد:
١ - في هذه الآية الكريمة: دليل على ما يتمتع به أهل الجنة من السلامة من كل الآفات، ومن الأمراض، ومن الموت، ومن غيره، لأن الله تعالى يقول لهم {سَلَامٌ عَلَيْكُمْ} وهذا اللفظ الصادر من الله عز وجل ليس دعاء ولكنه خبر من الله، وإنما يكون مثل هذا دعاء إذا وقع من المخلوق، أما إذا كان من الخالق فهو خبر، أي: أن الله تعالى يخبرهم بأنه سيسلمهم من كل آفة.
٢ - ومن فوائد الآية الكريمة: وإثبات أن الله يقول ويتكلم وهذا حق، وقد اختلف أهل القبلة في كلام الله عز وجل: