عليهم؛ لأنهم السالكون له، وأضافه إلى نفسه؛ لأنه هو الذي وضعه لعباده، وهو موصل إليه، كما تقول: هذا طريق مكة، أي: الموصل إلى مكة، وتقول: هذا طريق فلان -إذا كان هو الذي وضعه للناس وشقه لهم-، أو هو الذي سلكه ومشى عليه.
الفوائد:
١ - من فوائد الآية الكريمة: أن الله سبحانه وتعالى يحب الأعذار من نفسه، أي: يحب أن يقيم العذر لنفسه؛ لتقوم الحجة على خلقه لقوله:{أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ} فإن من عهد إلينا أن لا نعبد الشيطان وأن نعبده وحده، قد أقام علينا الحجة، وأقام العذر لنفسه وهذا كقوله تعالى:{رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ}(١).
٢ - من فوائدها: إثبات رحمة الله عز وجل بالخلق، حيث لم يجعل إخلاصهم له موكولًا إلى عقولهم، بل عهد بذلك إليهم على ألسنة الرسل -عليهم الصلاة والسلام- لأن الله لو جعل الإخلاص موكولًا إلى العقول لاختلفت العقول في ذلك اختلافًا كثيرًا؛ لأن الأهواء لا تنضبط، فجعل الله عز وجل ذلك مما تكفل به هو نفسه لعباده، ففيه إثبات رحمة الله عز وجل بهذا العهد الذي عهد به إلى عباده.
٣ - ومن فوائد الآية الكريمة: أنه ينبغي التصفية قبل التحلية؛ أو يقال التخلية قبل التحلية لأنه قال:{لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ} هذا تخلية {وَأَنِ اعْبُدُونِي} تحلية، يعني نفي وإثبات،