للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قوله تعالى: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا} (١) نعم لا تحصى مع أنه قال: {نِعْمَتَ اللَّهِ} واحدة، لكن المفرد المضاف يكون للعموم فيشمل كل ما يثبت لهذا المفرد المضاف وإن كثر، إذًا {بِيَدِهِ الْمُلْكُ} لو فرض بأن هناك أيادي كثيرة، فيدخل واليدان فإنه تدخل، إذًا لا منافاة بين المفرد وبين العدد جمعًا كان أو مثنى، فقوله: {بِيَدِهِ الْمُلْكُ} اليد مفرد مضاف. والضمير مضاف إليه، والمفرد المضاف يفيد العموم. أي: مفرد مضاف فهو مفيد للعموم. ومثال لذلك: لو قال رجل لامرأته: طالق، وله أربع نسوة يطلق كل النسوة إلا إذا نوى أنها واحدة، ولو قال: عبدي حر، وله أكثر من عبد عتق الجميع، ما لم يُرد واحدًا.

ولو قال: بيتي وقف، وله بيوت صارت بيوته كلها وقفًا ما لم يرد واحدًا. فالمفرد المضاف يعم.

بقي لنا الجمع بين اليدين الثنتين، والجمع الذي هو "أيدينا" كيف نجمع بينهما؟

والجواب على هذا من وجهين:

الوجه الأول: أن كثيرًا من علماء اللغة العربية يقولون: إن أقل الجمع اثنان، واستدلوا لذلك بقوله تعالى: {إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} (٢) فهنا جمع مع أن المراد اثنان.

وبقوله تعالى: {فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ} (٣) (إخوة)


(١) سورة إبراهيم، الآية: ٣٤.
(٢) سورة التحريم، الآية: ٤.
(٣) سورة النساء، الآية: ١١.

<<  <   >  >>