للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تجلب نفعًا ولا ضرًّا، ولا تدفع الضر عن عابديها فتكون عبادتها خسران.

٣ - ومن فوائد الآية الكريمة: أن كل معبود فهو آلهة لقوله: {أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً} لكن إن كان يستحق العبادة فهو إله حق وهذا لا يكون إلَّا لله عَزَّ وَجَلَّ، وإن كان لا يستحق العبادة وهو من سوى الله فعبادته باطلة وألوهيته باطلة {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ} (١).

٤ - ومن فوائد الآية الكريمة: إثبات الإرادة لله - عَزَّ وَجَلَّ - لقوله: {إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ} وإرادة الله عَزَّ وَجَلَّ تنقسم إلى قسمين:

القسم الأول: إرادة كونية.

القسم الثاني: إرادة شرعية.

فالإرادة الكونية هي التي بمعنى المشيئة، ويتعين فيها وقوع المراد، ولا يلزم أن يكون محبوبًا لله تعالى.

والإرادة الشرعية هي التي بمعنى المحبة، ولا يتعين فيه وقوع المراد، ويتعين أن يكون فيها محبوبًا لله عَزَّ وَجَلَّ.

فإذا قال قائل: {إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرّ} والضر شر على الإنسان فكيف نجمع بين هذا وبين قوله - صلى الله عليه وسلم -: "الشر ليس إليك" (٢).


(١) سورة الحج، الآية: ٦٢.
(٢) أخرجه مسلم، كتاب صلاة المسافرين، باب الندب الأكيد إلى قيام ليلة القدر ٢٠١ (٧٧١).

<<  <   >  >>