وقد يجوز أن يقول:{ثم يعودون لما قالوا}، وهو يريد المقول فيه، كما يقال: عاد في هبته، يعني في الموهوب، وكقولنا: اللهم أنت أملنا ورجاؤنا، يعني مأمولنا ومرجونا.
وقال الله تعالى:{واعبد ربك حتى يأتيك اليقين}: يعني الموقن به.
وقال الشاعر:
وإني لراجيكم على بطء سعيكم .... كما في بطون الحاملًات رجاء
يعني: مرجوًا.
وإذا كان كذلك، صح أن العود هو القصد إلى استباحة وطئها الذي قصد بالظهار إلى تحريمه.
وفسد قول من حمله على بقاء النكاح بعد الظهار، إذ هو غير ملائم لمعنى الآية، إذ العود يقتضي عودًا إلى شيء قد سبق منه، وهو فلم يقصد إلى تحريم النكاح.
وقد قيل: إن المعنى: ثم يعودون إلى ما قيل في الجاهلية مما نهى الله عنه، وجعله منكرًا من القول وزورًا، و"ثم": ها هنا: بمعنى: "الواو"، فكأنه قال: وهم عائدون بعد نزول الحكم إلى ما كانوا يقولونه قبل نزوله، فكأنه أخبر عن حكم الحال بعد نزول الآية.
وهذا التأويل مواطئ لما روي في قصة الظهار، وذلك لأن خولة بنت