للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اليأس ليس بشرط في الاعتداد بالشهور، وأن المعنى فيه حصول اليأس.

فإن قال قائل: اليأس قد يجامعه الرجاء، كما قال الله تعالى: {قد يئسوا من الآخرة كما يئس الكفار من أصحاب القبور}.

قال الشاعر: "والنفس بين طمع ويأس".

قيل له: أما قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تتولوا قومًا غضب الله عليهم قد يئسوا من الآخرة كما يئس الكفار من أصحاب القبور}: فليس معهم طمع ولا رجاء للآخرة؛ لأنهم كانوا كفارًا لا يعتقدون البعث، وكانوا آيسين عند أنفسهم غير طامعين ولا راجين، وكيف يكون ذلك، وقد شبههم بيأس الكفار من أصحاب القبور أن يرجعوا إليهم.

وأما قول الشاعر: فإن كان ممن يحتج بقوله، فمعناه: فالنفس بين طمع، وخوف اليأس بانقطاع الطمع.

وقال الله تعالى: {ولا تيئسوا من روح الله إنه لا ييئس من روح الله إلا القوم الكافرون}، ومعلوم أن المراد لا تقطع الرجاء من الله، فإنه لا يقطع الرجاء من الله إلا القوم الكافرون.

فدل أن الرجاء والإياس ضدان لا يجتمعان، فلما قال الله تعالى: {واللائي يئسن من المحيض}: علمنا أن مراده انقطاع الرجاء من وجود الحيض.

<<  <  ج: ص:  >  >>