للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الصحابة بناء على أنهم هم المخاطبون بذلك فيختص بهم، فأما من بعدهم فلم يقصد في الخبر المذكور، ولكن الصحابي فهم التعميم فلذلك أجاب من شكا إليه من الحجاج بذلك وأمرها بالصبر) (١).

قال القسطلاني في شرحه للبخارى: (وعند الطبراني بسند صحيح عن بن مسعود -رضي اللَّه عنه- قال: (امس خير من اليوم، واليوم خير من غد، وكذلك حتى تقوم الساعة) (٢).

١٤ - عن هند بنت الحارث الرواسية أن أم سلمه زوج النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قالت: (استيقظ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ليلة فزعًا يقول: سبحان اللَّه، ماذا أنزل اللَّه من الخزائن وماذا أنزل من الفتن؟ من يوقظ صوحب الحجرات -يريد أزواجه- لكي يصلين؟ رب كاسية في الدنيا عاريةً في الآخرة) (٣) قال ابن حجر: قال ابن بطال: (في هذا الحديث أن الفتوح في الخزائن تنشأ عنه فتنة المال بأن يتنافس فيه فيقع القتال بسبه وإن يخل به فبمنع الحق أو يطر صاحبه فيسرف، فأراد -صلى اللَّه عليه وسلم- تحذير أزواجه من ذلك كله وكذا غيرهن ممن بلغه ذلك وأراد بقوله: (من يوقظ) بعض خدمه كما قال يوم الخندق: (من يأتينى بخبر القوم) (٤).

وفى الحديث الندب إلى الدعاء، والتضرع عند نزول الفتنة ولا سيما في الليل لرجاء وقت الإجابة لتكشف أو يسلم الداعي ومن دعا له وباللَّه التوفيق) (٥).


(١) فتح الباري لابن حجر ج ١٣ كتاب الفتن.
(٢) إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري للقسطلاني.
(٣) رواه البخاري: رقم ٧٠٦٩.
(٤) فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر ج ١٣ كتاب الفتن.
(٥) المصدر السابق.

<<  <   >  >>