في الشر دون التي قبلها، ولو لم يكن في ذلك إلا زمن عمر بن عبد العزيز وهو بحذر من الحجاج بيسير. . .بل لو قيل: إن الشر اضمحل في زمانه لما كان بعيدًا، فضلًا عن أن يكون شر من الزمن الذي قبله، وقد حمله الحسن البصرى على الأكثر الأغلب.
وأجاب بعضهم: أن المراد بالتفضيل، تفضيا مجموع العصر، فإن عصر الحجاج كان فيه كثير من الصحابة في الأحياء وفي عصر عمر بن عبد العزيز انقرضوا، والزمان الذي فيه الصحابة خير من الزمان الذي بعده لقوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: (خير القرون قرني) وهو في الصحيحين، ثم وجدت عن عبد اللَّه بن مسعود التصريح بالمراد وهو أولى بالاتباع، يقول لا يأتي عليكم إلا وهو شر من اليوم الذي كان قبله حتى تقوم الساعة، لست أعنى رخاء من العيش يصيبه ولا مالًا يفيده، ولكن لا يأتي عليكم يوم إلا وهو أقل علمًا من اليوم الذي مضى قبله، فإذا ذهب العلماء واستوى الناس فلا يأمرون بالمعروف ولا ينهون عن المنكر فعند ذلك يهلكون).
وفى لفظ عنه من هذا الوجه (يعني بن مسعود): (وما ذاك بكثرة الأمطار وقلتها ولكن بذهاب العلماء ثم يحدث قوم يفتون في الأمور برأيهم فيثلمون الإسلام ويهدمونه)(١).
قال ابن حجر: (قلت: ويحتمل أن يكون المراد بالأزمنة ما قبل وجود العلامات العظام كالدجال وما بعده ويكون المراد بالأزمنة المتفاضلة في الشر من زمن الحجاج فما بعده إلى زمن الدجال، وأما زمن عيسى عليه السلام فله حكم مستأنف واللَّه أعلم، ويحتمل أن يكون المراد بالأزمنة المذكورة أزمنة