للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والثانى: عن معاذ بن جبل عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: (الملحمة الكبرى وفتح القسطنطينية وخروج الدجال في سبعة أشهر) رواه أبو داوود بلفظه والترمذي.

وهذان الحديثان لا يمكن الجمع بينهما فلا بد من ترجيح أحدهما، والراجح -واللَّه أعلم- هو الحديث الثاني وذلك لأن الملحمة الكبرى ستحصل في زمن المهدى، وبما أن مدة حكم المهدى هي سبع سنين -أو تسع، كما وردت في بعض الروايات، وبما أن الأحاديث تدل على أن أيام المهدى هي أيام خير وبركة، فالظاهر أن الأيام الأولى من تولِّيه ستكون أيام فتن وحروب: جيش الشام الذي يخسف به، وبعث كلب الملحمة الكبرى، وفتحه روما، ثم الدجال، ومكث الدجال في الأرض أربعين يومًا، منها يوم كسنة ويوم كشهر ويوم كأسبوع وبقية أيامه إعتيادية أي سنة وشهرين ونصف يضاف إليها سبعة أشهر هي المدة التي بين الملحمة الكبرى وخروج الدجال، فيكون المجموع سنة وتسعة أشهر ونصف، فإذا كانت المدة بين بيعة المهدى والملحمة الكبرى شهران ونصف فإن المجموع سيصبح سنتان، ثم يعقب ذلك سبع سنوات من الخير والرخاء فيكون المجموع تسع سنين أو ثمان، إذا اعتبرنا فترة مكث الدجال في الأرض أربعين يومًا باعتبار شروق الشمس وغروبها لا باعتبار الساعات.

ويستأنس لهذا المعنى بحديث أبي سعيد الخدري -رضي اللَّه عنه- قال:

قال نبي اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- (ينزل بأمتى في آخر الزمان بلاء شديد من سلطانهم لم يسمع بلاء أشد منه حتى تضيق عنهم الأرض الرحبة، وحتى تملأ الأرض جورًا وظلمًا ولا يجد المؤمن ملجأ يلتجأ إليه من الظلم، فيبعث اللَّه عز وجل رجلًا من عشيرتى فيملأ الأرض قسطًا وعدلًا كما ملئت جورًا وظلمًا،

<<  <   >  >>