للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(وبما أن القسطنطينية قد فتحت على يد (محمد الفاتح) يرحمه اللَّه فلابد أن تكون المدينة التي تفتح قبل الدجال مباشرة هي مدينة آخرى، والأرجح أنها مدينة (روما) أو رومية، ويظهر أنها كانت تسمى بالقسطنطينية أيضًا نسبة إلى (قسطنطين) الذى شجع الدين النصرانى وأطلق الحرية له في روما وبأمره عقد المجمع المسكونى الأول للنصرانية عام ٣٢٥ م).

وقد يفهم هذا -أي أن المدينتين كان لهما نفس الاسم- من حديث عبد اللَّه بن عمرو قال: (بينما نحن حول رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أي المدينتين تفتح أولًا؟ القسطنطينية أو رومية؟

فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: مدينة هرقل تفتح أولًا، يعنى القسطنطينية) (١).

وعن أنس بن مالك -رضي اللَّه عنه- قال: (فتح القسطنطينية مع قيام الساعة) (٢).

ومن هذا يفهم أن المراد بالمدينة التي تفتح بين يدى الساعة هي (روما) الحالية، التي جانب منها في البحر ولآخر في البر أما عن القسطنطينية فقد فتحت قديمًا كما مر وتسمى إسطنبول.

قال الأستاذ زاهد الزرقي معلقًا حول هذه الأحاديث:

(والمدة الزمنية التي تستغرقها هذه الأحداث قد وردت في حديثين مختلفين:

أحدهما: عن عبد اللَّه بن بسر أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: (بين الملحمة وفتح المدينة ست سنين ويخرج الدجال في السابعة) رواه أبو داود ابن ماجة واللفظ له.


(١) رواه الإمام أحمد والحاكم وقال صحيح على شرط الشيخين وأقره الذهبي.
(٢) رواه الترمذي، انظر فتنة المسيح الدجال للزرقيص ٥٢.

<<  <   >  >>