للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

غيرى فيبعثه اللَّه- ويقول له الخبيث: من ربك؟

فيقول: ربى اللَّه، وأنت عدو اللَّه، أنت الدجال، واللَّه ما كنت بعد أشد بصيرة بك منى اليوم (١) وأن من فتنته أن يأمر السماء فتمطر، ويأمر الأرض تنبت فتنبت، وأن من فتنته أن يمر بالحى فيكذبونه فلا يبقى لهم سائمة (٢) إلا هلكت وأن من فتنته، أن يمر بالحى فيصدقونه فيأمر السماء أن تمطر فتمطر ويأمر الأرض أن تنبت فتنبت، حتى تروح مواشيهم من يومهم ذلك اسمن ما كانت وأعظمه، وامده خواطر، وادره ضروعًا، وأنه لا يبقى شئ من الأرض إلا وطئه وظهر عليه إلا مكة والمدينة لا يأتيها من نقب (٣) من نقابها إلا لقيته الملائكة بالسيوف صلته (٤).

(حتى ينزل عند الظريب الأحمر (٥)، عند منقطع السبحة (٦)، فترجف المدينة بأهلها ثلاث رجفات (٧)، فلا يبقى منافق ولا منافقة إلا خرج إليه، فتنفى الخبث منها كما ينفى الكير خبث الحديد (٨) ويدعى ذلك اليوم يوم


(١) أي أصبحت على يقين تام - اليوم أنك أنت الدجال أكثر من أي وقت.
(٢) سائمة: دابة ترعى.
(٣) النقب: هو الطريق بين الجبلين.
(٤) مجردة مسلولة.
(٥) الظريب: تصغير ظرب وهو الجبل الصغير.
(٦) السبحة: هي الأرض التي تعلوها الملوحة ولا تكاد تنبت إلا بعض الشجر ولعلها (السبخة) بالخاء واللَّه اعلم.
(٧) قال الحافظ بن حجر في (فتح الباري): أي يحصل لها زلزلة بعد اخرى ثالثة حتى يخرج منها ليس مخلصًا في إيمانه، ويبقى بها المؤمن الخالص فلا يسلط عليه الدجال.
(٨) الكير: هو الزق الذي ينفخ فيه الحداد. وخبث الحديد: هو ما تلقيه النار من وسخ الحديد. والخبث الذي تنقيه المدينة المراد به هنا/ النافقون، فتميزهم المدينة وتخرجهم عن صالحى أهلها كما يميز الحداد ردئ الحديد من جيده بنار الكير

<<  <   >  >>