للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأنه أعور، وإن ربكم ليس بأعور، وإنه مكتوب بين عينيه (كافر) يقرأه كل مؤمن كاتب أو غير كاتب (١) وأن من فتنته أن معه جنة ونارًا فناره جنه وجنته نار فمن ابتلى بفاره فليستغث باللَّه وليقرأ فواتح الكهف (٢) فتكون عليه بردًا وسلامًا كما كانت على إبراهيم وإن من فتنته أن يقول لأعرابى: أرأيت (٣) إن بعثت لك أباك وأمك أن تشهد أنى ربك؟ فيقول نعم. فيتمثل له شيطانان في صورة أبيه وأمه فيقولان: يا بنى اتبعه فإنه ربك: وأن من فتنته أن يسلط على نفس واحدة فيقتلها وينشرها بالمنشار حتى يلقى شقتين (٤) ثم يقول: انظروا إلى عبدى هذا فإنى أبعثه الآن، ثم يزعم أن له ربًا


= الدنيا فهو كاذب، ولا يدل الحديث على أنه -صلى اللَّه عليه وسلم- لم يره ليلة المعراج بقوله (أحد منكم) وقال الحافظ بن حجر (الفتح الباري) وفيع تنبيه على أن دعواه الربوبية كذب بأن رؤية اللَّه مقيدة بالموت، والدجال يدعى أنه اللَّه، ويراه الناس مع ذلك: وفيه أيضًا رد على من يزعم أنه يرى اللَّه تعالى في اليقظة: تعالى اللَّه عن ذلك، ولا يرد على ذلك رؤية النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- للَّه تعالى ليلة الإسراء لأن ذلك من خصائصه -صلى اللَّه عليه وسلم- فأعطاه اللَّه تعالى في الدنيا القوة التي ينعم بها على المؤمنين في الآخرة) هامش التصريح فيما توتر في نزول المسيح للكشميرى بتحقيق أبي غدة.
(١) قال النووي في شرحه لصحيح مسلم: (الصحيح الذي عليه المحققون أن هذه الكتابة على ظاهرها وأنها كتابة حقيقية جعلها اللَّه آية وعلامة من جملة العلامات القاطعة بكفر الدجال وكذبه وابطاله ويظهرها اللَّه تعالى لكل مسلم وغير كاتب ويخفيها عمن أراد شقاوته وفتنته) وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في (مجموع الفتاوى) ٣٠: ٤٥ هذا الحديث على أن المؤمن يتبين له لغيره ولا سيما الفتن، وينكشف له حال الكذاب والوضاع على اللَّه ورسوله فأن الدجاج اكذب خلق اللَّه، مع ان اللَّه يجرى على يديه أمورًا هائلة ومخاريق مزلزلة، حتى أن من رآه افتتن به، فيكشفها اللَّه للمؤمن حتى يعتقد كذبها وبطلانها وكلما قوى الإيمان في القلب، قوى انكشاف الأمور له، وعرف حقائقها من بواطلها، بخلاف القلب الخرب المظلم)
(٢) سيأتى الكلام عن قراءة سورة الكهف تباعًا.
(٣) أرأيت: أخبرنى.
(٤) يلقى شقتين: أي يقع ذلك الإنسان المقتول على الأرض مقسومًا قطعتين.

<<  <   >  >>