للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(وإن أيامه أربعون سنة، السنة كنصف السنة، والسنة كالشهر، والشهر كالجمعة وآخر أيامه كالشرره (١)، يصبح أحدكم على باب المدينة فلا يبلغ بابها الآخر حتى يمسى.

فقيل له: يا رسول اللَّه: كيف في تلك الأيام والأمصار؟

قال: تقدرون فيها الصلاة كما تقدرونها في هذه الأيام، ثم صلوا) (٢).


(١) قال الشيخ عبد الفتاح أبو غدة: (هذا الحديث يخالف ما تقدم في حديث البنواس بن سمعان، فقد جاء فيه أن إقامة الدجال في الأرض (أربعون يومًا، يوم كسنة، ويوم كشهر، ويوم كجمعة، وسائر أيامه كأيامكم). وهو حديث صحيح أخرجه مسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجة والإمام أحمد، وحديث أبي أمامة هذا على صحته في سنده مقال فيقدم عليه الحديث الصحيح الذي لا كلام في سنده.
والظاهر أن ما وقع في هذا الحديث من مغايرة للحديث الصحيح في مدة مكث الدجال في الأرض: إنما هو من اشتباه بعض الرواة وتصرفاتهم، كما قرره الإمام الكشميري رحمه اللَّه. . . وبعد ما استظهرت هذا الاستظهار رأيت أبل أمامة في (مستدرك الحاكم) وقد جاء فيه تحديد مكث الدجال موافقًا لما جاء في صحيح مسلم ولفظه: (وأن أيامه أربعون، فيوم كسنة ويوم كشهر ويوم كجمعة ويوم كالأيام، وآخر أيامه كالسراب، يصبح الرجل عند باب المدينة فيمسى قبل أن يبلغ بابها الآخر) فجزمت بأن الرواية الواقعة في (سنن ابن ماجة) وقع فيها اشتباه وتصرف من بعض الرواة، كما قرره شيخ شيوخنا إمام العصر الإمام الكشميري).
انظر هامش التصريح فيما تواتر نزول المسيح للإمام الكشميري بتحقيق أبي غدة ص ١٥٣ وقال العلامة على القارى في (المرقاة شرح المشكاة): (ولعل وجه الجمع بين الروايتن اختلاف الكمية والكيفية، كما يشير إليه قوله: (السنة كشهر) فإنه محمول على سرعة الإنقضاء -كما ان سبق م قوله (يوم كسنة) محمول على أن الشدة في غاية الإستقصاء، على أنه يمكن اختلاف الأحوال والرجال).
هذا هو التوفيق والترجيح بين رواية مكث الدجال أربعين سنة أم أربعين يومًا.
(٢) رواه ابن ماجة واسناده قوى اللفظ له وساق أبو داود سنده وهو سند صحيح إلى أبي أمامة عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- ثم قال: نحوه وذكر الصلوات مثل معناه) يعنى حديث النواس بن سمعان، =

<<  <   >  >>