للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الغلبة والنصر) {وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ} [آل عِمرَان: الآية ١١٢].

أو إذا التزمهم الناس وهم الدول الغربية التي تلتزم اسرائيل وتمدها بالقوة والطغيان، فإذا أراد اللَّه لهم ذلك بحيث يصيرون أعزاء أقوياء، وهذا من الإبتلاء الذي ابتلى اللَّه به العرب والمسلمين.

لكن إذا جاء وعد الآخرة، أي قضاء اللَّه عليهم الأخير، سلط عليهم عبادًا يدخلون البؤس والشقاء عليهم من شدة بأسهم وبطشهم وانتقامهم، إذ عزاهم اللَّه إلى نفسه فقال {عِبَادًا لَنًا} [الإسراء: الآية ٥] فيدخلون عليهم المسجد ويخربون ديارهم فوقهم، {عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحمَكُمْ} [الإسراء: ٨] أي عسى يا بنى اسرائيل أن يعطف عليكم ربكم نتيجة هذا الذل الذي اشربتموه، والتسلط الذي ابتلاكم به: {وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا} [الإسراء: ٨] أي كما أفسدتم في الأرض عدنا إلى عهدنا معكم، بأن نسلط عليكم عبادًا لنا أشداء أقوياء وهكذا إلى يوم القيامة.

وإذا استطردنا الأحداث التاريخية نرى ذلك واضحًا جليًا، في عهد اللَّه مع اليهود، فهم كلما أفسدوا في الأرض، سلط اللَّه عليهم من يهينهم، فمن هؤلاء: ونبوخذ نصر والإسكندر، إلى أن جاء الفتح الإسلامى حيث أجلى الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- قسمًا منهم عن ديارهم إلى أن أجلاهم عمر بن الخطاب من الجزيرة العربية، وفى العصر الحديث سلط اللَّه عليهم هتلر فظلوا مشردين مشتتين في الأرض أذلاء إلى أن حان وعد بلفور وجاء هرتزل فأقامهم في قلب الأمة الإسلامية في فلسطين، وهم اليوم يتجمعون من كل أنحاء العالم، ويذلون أعدائهم ويصبون عليهم جام غضبهم من جديد، إلى أن يحين القضاء الإلهى عليهم الذي ننتظره نحن المسلمون، بأن يسلط اللَّه عليهم أمة محمد العائدين إلى سلف مجدهم وقوتهم وهو الإسلام العظيم، ليحملوه

<<  <   >  >>