للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الشمس -يعنى أول أشراط الساعة الكبرى المؤذنة بقرب إنتهاء العالم قربًا عظيمًا، فإن طلوع الشمس من المغرب إيذان باضطراب هذا الكون وخراب العالم، وهذا يقين إن شاء اللَّه تعالى، ومن أظهر الأدلة على ذلك أن باب التوبة يغلق بطلوع الشمس من المغرب، بينما يقبل الإسلام ممن أسلم في زمن عيسى عليه السلام) (١).

٥ - عن عمرو بن جرير قال: (جلس ثلاثة نفر من المسلمين إلى مروان بالمدينة فسمعوه وهو يحدث عن الآيات يقول: إن أولها خروج الدجال، قال: فانصرفوا إلى عبد اللَّه بن عمرو فحدثوه بالذى سمعوه من مروان في الآيات فقال: لم يقل مروان شيئًا، حفظت من رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: (إن أول الآيات خروجًا طلوع الشمس من مغربها وخروج الدابة ضحى، فأيتهما كانت قبل صاحبتها فالأخرى على إثرها).

ثم قال عبد اللَّه وكان يقرأ الكتب: وأظن أولها خروجًا طلوع الشمس من مغربها وذلك أنها كلما غربت أتت تحت العرش وسجدت وأستأذنت في الرجوع، أذن لها في الرجوع، حتى إذا بدا اللَّه أن تطلع من مغربها فعلت كما كانت تفعل، أتت تحت العرش فسجدت فاستأذنت في الرجوع فلم يرد عليها شئ، ثم استأذنت في الرجوع فلا يرد عليها شئ، حتى إذا ذهب من الليل ما شاء اللَّه أن يذهب وعرفت أنه إذا أذن لها في الرجوع لم تدرك المشرق، قالت: رب ما أبعد المشرق، من لي بالناس؟. حتى إذا ما صار الأفق كأنه طوق، استأذنت في الرجوع فيقال لها: مكانك فاطلعى، فطلعت على الناس من مغربها، ثم تلا عبد اللَّه هذه الآية {لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ


(١) أشراط الساعة وأسرارها: محمد جبر سلامه.

<<  <   >  >>