للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال القرطبي في التذكرة عن معنى الشح: (يجوز أن يكون "يلقى" بتخفيف اللام والفاء أي يترك لأجل كثرة المال وإفاضته حتى يهم ذو المال من يقبل صدقته فلا يجد، ولا يجوز أن يكون بمعنى يوجد لأنه ما زال موجودًا، كذا جزم به، وقد تقدم ما يرد عليه) (١).

ولكن ذكر ابن حجر المعنى الآخر بالتشديد وهو الصحيح أى "يلقى" قال: (ويحتمل أن يكون بفتح اللام وتشديد القاف أي يتلقى ويتعلم ويتواصى به كما في قوله تعالى: {وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ}.

قال: والرواية بسكون اللام تفسد المعنى لأن الإلقاء بمعنى الترك ولو ترك لم يكن موجودًا وكان مدحًا والحديث ينبئ بالذم.

قلت: وليس المراد بالإلقاء هنا أن الناس يلقونه، وإنما المراد أنه يلقى إليهم أي يوقع في قلوبهم

ومنه: (إنى ألقى إلى كتاب كريم) (٢).

قوله: "وتظهر الفتن": قال الحافظ بن حجر: (المراد كثرتها واشتهارها وعدم التكاتم بها واللَّه المستعان).

قال ابن أبي جمرة: يحتمل أن يكون إلقاء الشح عامًا في الأشخاص، والمحذور من ذلك ما يترتب عليه مفسده، والشحيح شرعًا هو من يمنع ما وجب عليه وإمساك ذلك ممحق للمال مذهب لبركته ويؤيده (ما نقص مال من صدقة) (٣).

معنى "الهرج": قال الحافظ ابن حجر:


(١) التذكرة للقرطبى: ج ٢.
(٢) فتح الباري: ١٦/ ٣١٠ - ٣١١.
(٣) فتح الباري: ١٦/ ٣١٠ - ٣١١.

<<  <   >  >>