فقال بعض المسلمين: يا رسول اللَّه إنا نقتل الآن في العام الواحد من المشركين كذا وكذا.
فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: ليس بقتل المشركين، ولكن يقتل بعضكم بعضًا، حتى يقتل الرجل جاره وابن عمه وذا قرابته.
فقال بعض القوم: يا رسول اللَّه، ومعنا عقولنا ذلك اليوم؟
فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: لا، تنزع عقول أكثر ذلك الزمان، ويخلف له هباء في الناس لا عقول لهم) (١).
يتبين من هذا الحديث أمورًا نراها ونعيشها ونتحمسها، فقد اضطربت الموازين وقل الورع، وابتعد الناس عن دينهم، وإذا حصل مثل هذا إشرأبت الأعناق إلى المفاسد واستشرت الشهوات.
انتشرت الحروب وتمادى القتلة في قتلهم وأصبح إراقة الدم شيئًا عاديًا بل إن هناك حروبًا يدخلها الناس مجبورين ولا يدرون على أي شيء يقاتلون، وتزهق أرواحهم إلى باريها وهم لا يعرفون السبب، بل لا نكاد نسمع نشرة للأخبار إلا ونجد قتلًا في مكان ما من العالم، فقد صدق رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بذلك وهو الصادق المصدوق.