للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لأن الناس تتعامل وفق المقياس الشرعى والأمانة التي كانت سائدة، فإذا كان التعامل مع مسلم، فإن المسلم لا يخون ولا يغش، وإن له رادعًا من دينه وعقيدته، وإن التعامل مع النصرانى أو اليهودى لا يجلب الحذر أو الخوف لأن ساعيه والقائم عليه يرد الحقوق إلى أهلها إذا خان صاحبه.

ثم يقول في نهاية الحديث ما معناه:

أما الآن -أي العصر الذي كان يعيش فيه حذيفة!! - فلا أتعامل إلا مع أشخاص معينين أعرف دينهم وأمانتهم فأتعامل معهم؛ لأنهم أوفياء أمناء لا يخونون، أما الذي لا أعرفه ولم أتمكن من سيرته وتقواه ودينه، فأدعه ولا أتعامل معه؛ لأنه -حذيفة- يخاف من الخيانة ونقض الأمانة!!

أرأيت أخي المسلم عن هذا الحديث النبوى؟ أرأيت لو جاء حذيفة الآن إلى واقعنا المعاصر، فماذا يقول؟؟!! واللَّه المستعان.

ثم يسدى الصادق المصدوق -صلى اللَّه عليه وسلم- النصيحة لأمته ويضع النقاط على الحروف في الحديث الآخر، حديث عبد اللَّه بن عمرو -رضي اللَّه عنه-، فيقول -صلى اللَّه عليه وسلم- ما معناه: إذا رأيتم هذه المنكرات، واختلاف الأحوال، واضطراب الوازين، حيث نقض العهود وخيانة الأمانات، وغربلة الناس فلا يبقى إلا حثالات المجتمع، ولا يسود إلا التناحر والتنافس على الدنيا فعليكم بما يلي:

١ - تأخذون بما تعرفون.

٢ - تدعون ما تنكرون.

٣ - تقبلون على أمر خاصتكم.

٤ - تذرون أمر عامتكم.

إنه -صلى اللَّه عليه وسلم- يضع الترياق للجروح ويصف الدواء لأمته بأن يعملوا بما يعلمون

<<  <   >  >>