الفتن وما لحقه من الدواهى والاقتتال، حيث أن الأمانة تنتزع من قلوب الرجال والعياذ باللَّه فكيف بعهدنا الراهن، وما يحتويه من الفتن وانقلاب الموازين وقلة الدين والزهد بالآخرة!! فلا تجد أحد يؤدى الأمانة ويفى بالعهود.
وانظر إلى حذيفة وهو يروى الحديث في زمن الخليفة الراشد عثمان -رضي اللَّه عنه- وكأنه الآن يعيش بيننا، انظر إلى انقلاب الموازين، واختلاف المقاييس فما أضحى الناس يقيسون الرجل بتقواه وخلقه وأصالته وإنما ينظرون إلى الرجل ويقيمونه ويقيسونه بالمنظار المادى حسب فهم يتحدثون عن الرجل بقيمته المادية وما ملك من أرصدة في البنوك وضياع وعمارات!! فيقولون عن الرجل:(ما أجلده، ما أظرفه، ما أعقله!!) إنها النظرة المادية كما نعيشها في مجتمعاتنا المعاصرة.
إن الرجل الغنى هو: جلد! وظريف! وعاقل! إذ أنهم لا يحسبون للإيمان حسابه ولا للتقوى معيارها ولكنه كما يشير الحديث النبوى: (وما في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان).
فحذار أخي المسلم من هذه النظرة السقيمة والتي هي ثمرة من ثمرات حب الدنيا وكراهية الآخرة، فإن الرجال يجب أن يوزنوا بميزان القرآن الكريم وهو ميزان التقوى والعمل الصالح كما قال تعالى:{إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}.
ثم يقول حذيفة -رضي اللَّه عنه- ما معناه: كنت في العهد الأول وهو عهد النبوة والعهدين الراشدين، لا أجد غضاضة في أن أتعامل وأتبايع مع أي شخص في المجتمع، لماذا؟