للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

البنيان. . .) (١).

قال الإمام النووي في شرحه على صحيح مسلم: (والمراد بقوله: أن تلد الأمة ربتها: أي سيدتها ومالكتها، قال العلماء: هو إخبار عن كثرة السرارى وأولادهن، فإن ولدها من سيدها بمنزله سيدها؛ لأن مال الإنسان سائر إلى ولده، وقد ينصرف فيه في الحال تصرف المالكين، إما بتصريح أبيه له بالإذن، وإما بما يعلمه بقرينه الحال أو عرف الاستعمال، وقيل: معناه، أن يلدن الملوك فتكون أمه من جملة رعيته وهو سيدها، وسيد غيرها من رعيته) (٢).

وقال ابن حجر في الفتح عن معنى: (أن تلد الأمة ربها). وقد اختلف العلماء قديمًا وحديثًا في معنى ذلك، قال ابن التين اختلف فيه على سبعة أوجه وقد لخصتها بلا تداخل فإذا هي أربعة أقوال:

أ - قال الخطابي: معناه اتساع الإِسلام واستيلاء أهله على بلاد الشرك وسبي ذراريهم، فإذا ملك الرجل الجارية واستولدها كان الولد منها بمنزلة ربها؛ لأنه ولد سيدها.

• قال النووي وغيره: إنه قول الأكثرين.

قلت: لكن في كونه المراد نظر؛ لأن استيلاء الإماء كان موجودًا حين المقالة والإستيلاء على بلاد الشرك وسبى ذراريهم واتخاذهم سرارى وقع أكثره في صدر الإِسلام، وسياق الكلام يقتضى الإشارة إلى وقوع ما لم يقع مما سيقع قرب قيام الساعة,.

قال العيني: (١/ ٢٨٩): (في نظره نظر!! لأن قوله (إذا ولدت الأمة ربها)، كناية عن كثرة التسرى من كثرة فتوح المسلمين واستيلائهم على بلاد


(١) رواه مسلم برقم: ٩، ١٠ ورواه البخاري من طريق آخر.
(٢) انظر شرح مسلم للنووي: ١/ ١٨٥.

<<  <   >  >>