للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الشرك وهذا بلا شك لم يكن واقعًا وقت المقالة، والتسرى وإن كان موجودًا حين المقالة ولكنه لم يكن من استيلاء المسلمين على بلاد الشرك، والمراد: أن يكون من هذه الجهة) (١).

وقال الحافظ في الانتقاض: (١/ ١٠٢): (محصل نظر الأول: أن الخطابي إن كان أراد مطلق التسرى فلا يصح؛ لأنه كان موجودًا عند المقالة، وإن كان أراد بقيد من الإستيلاء فلا يصح؛ لأن الإستيلاء قد وجد في صدر الإِسلام، والسؤال إنما وقع عن العلامات التي إذا وجدت قامت الساعة، وإنما لم يجزم الشارح برده (يعني نفسه) الإحتمال أن يكون المراد بالعلامة: ما يتجدد بعد وقت المقالة سواء قرب عهد تجدده أم بعد فأقتصر على قوله: (ففيه نظر) واللَّه الموفق) (٢).

• ثم قال الحافظ في الفتح:

(وقد فسره وكيع. في رواية ابن ماجه بأخص من الأول. قال: أن تلد العجم العرب، ووجهه بعضهم بأن الإماء يلدن الملوك فتصير الأم من جملة الرعية والملك سيد رعيته، وهذا لإبراهيم الحربي، وقربه بأن الرؤساء في الصدر الأول كانوا يستنكفون غالبًا من وطأ الإماء ويتنافسون في الحرائر، ثم انعكس الأمر ولا سيما في أثناء دولة بني العباس، ووجهه بعضهم. بأن إطلاق ربتها على ولدها مجاز, لأنه كان سببًا في عتقها بموت أبيه أطلق عليه ذلك، وخصة بعضهم بأن السبى إذا كثر فقد يسبى الولد أولا وهو صغير ثم يعتق ويكبر ويصير رئيسًا بل ملكًا ثم تسبى أمه فيما بعد فيشتريها عارفًا بها، أو وهو لا يشعر أنها أمه، فيستخدمها أو يتخذها موطوءة أو يعتقها


(١) هامش فتح الباري: ١/ ١٢٢.
(٢) هامش فتح الباري: ١/ ١٢٢.

<<  <   >  >>