للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

يزاد عليه: (وقد يخلقه للاعتبار فقط (١)، وهو من أجلنا أيضًا).

١٨٠ - قوله في (المثال المذكور) (٢): (ومِن مدْح الإله نفسَه ما لا يخرج مخرج المدح، بل يخرج مخرج تأكيد الأحكام، كقوله: {وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [الحجرات: ١٨]، ذَكَر ذلك ترغيبًا في الطاعات، وتنفيرًا من المعاصي والمخالفات) إلى أن قال: (وإنما يتحقق الترغيب والترهيب بصفة السمع، والبصر، والعلم، والقدرة، والإرادة، دون الحياة والكلام؛ فإنهما لا يُذكران إلا تمدحًا. أما الحياة ففي مثل قوله: {هُوَ الْحَيُّ} [غافر: ٦٥])، إلى أن قال: (وأما الكلام ففي مثل قوله: {هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ} [النحل: ٧٦]، يريد بمن يأمر بالعدل: نفسَه سبحانه وتعالى) (٣).

يقال عليه: ما ذكره من أن الترغيب والترهيب لا يتحققان في الكلام والحياة، فيه نظر.

فقد ذُكرت (صفة الحياة) في معرض الترغيب، وذلك في قوله تعالى: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ} [الفرقان: ٥٨]، ذُكر ترغيبًا في التوكل على الله، وتنفيرًا من التوكل على مخلوقٍ لا ثقةَ بحياته يومًا واحدًا.

وذُكر (الكلام) أيضًا، في معرض الترهيب، وذلك في قوله تعالى: {وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [البقرة: ١٧٤]، ونحو ذلك. فتأمله. والله أعلم.


(١) في المخطوط: (فقد)؟
(٢) أي: في المثال الثالث السابق.
(٣) قواعد الأحكام ١: ٢٣٥ - ٢٣٦ ووجه تمثيله في تمدّح الله تعالى لنفسه بصفة الكلام في قوله سبحانه وتعالى: {هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ} [النحل: ٧٦] يريد بمن يأمر بالعدل: نفسَه سبحانه وتعالى، فذلك (لأنه قابَلَ به الأبكم الذي لا يقدر على شيءٍ وهو كَلٌّ على مولاه، فقابَلَ (الأمر بالعدل) بـ (البَكَم) الذي هو الخرس المانع من الكلام) كما في قواعد الأحكام ١: ٢٣٦.

<<  <   >  >>