للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

يقال عليه: هذا مقام الإحسان. وهو غير مقام الإخلاص. فليُتأمل (١).

* * *

[[فصل في بيان الإعانة علي الأديان]]

١٦٢ - قوله: فصل في بيان الإعانة على الأديان:

وطاعةُ الربّ ليست شركًا في عبادة الديّان وطاعة الرحمن) (٢).

يقال فيه: دين الحق واحدٌ، وإنما جَمَع هنا (٣) باعتبار أنواعه، وفَعَل ذلك طلبًا للسجع بين (الأديان) و (الدّيّان). وكان الأولى غيرُ ذلك.

١٦٣ - قوله في الفصل المذكور: فإن قيل: هل يكون انتظارُ الإمام: المسبوقَ، ليدركه في الركوع، إشراكًا في العبادة أم لا؟ قلت: قد ظن بعض العلماء ذلك. وليس كما ظَنَّ. بل جمعٌ بين قُربتين، لِما فيه من الإعانة على إدراك الركوع، وهو قُربة أخرى) إلى آخره (٤).

يقال فيه: ما ذكره في مسألة المسبوق، من أن بعض العلماء ظَنّ أن ذلك إشراكٌ، مرادٌ بمن ذهب إلى ذلك من العلماء: أن فيه تشريكًا في العبادة ينافي


(١) من كلام ابن رجب في جامع العلوم والحكم ١: ٣٧ عن هذين المقامين: (الإخلاص) و (الإحسان) ما يلي: (مقام الإخلاص: وهو أن يعمل العبد على استحضار مشاهدة الله إياه واطلاعه وقربه منه؛ فماذا استحضر العبدُ هذا في عمله وعمل عليه فهو مخلص لله تعالى؛ لأن استحضاره ذلك في عمله يمنعه من الالتفات إلى غير الله وإرادته بالعمل. والثاني مقام المشاهدة: وهو أن يعمل العبد على مقتضى مشاهدته لله تعالى بقلبه، وهو أن يتنور القلب بالإيمان، وتنفذ البصيرة في العرفان، حتى يصبر الغيب كالعيان. وهذا هو حقيقة مقام الإحسان المشار إليه في حديث جبريل - عليه السلام -).
(٢) قواعد الأحكام ١: ٢١٢.
(٣) أي: كلمة (الأديان).
(٤) قواعد الأحكام ١: ٢١٢.

<<  <   >  >>