(الفروق) المولود سنة ٦٢٦ والمتوفى سنة ٦٨٤ (١). انتهت إليه رياسة المالكية في عصره. كان الشيخ ابن عبد السلام أعظمَ شيوخ القرافي بالمشرق، وقد لازمه القرافي طويلًا (أكثر من عشرين عامًا). وكان القرافي عظيمَ الاعتداد به، يُفخِّم قدرَه جدًّا، ويذكره كثيرًا في كتبه.
٣ - العلامة المفنّن أبو شامة: عبد الرحمن بن إسماعيل المقدسي الدمشقي. المولود سنة ٥٩٩ والمتوفى سنة ٦٦٥. له (كتاب الروضتين في أخبار الدولتين)(الصلاحية والنورية). و (المرشد الوجيز إلى علوم تتعلق بالكتاب العزيز). وإبراز المعاني من حرز الأماني (في شرح الشاطبية).
و (الباعث على إنكار البدع والحوادث). وغير ذلك.
ومن كبار تلامذة الشيخ ابن عبد السلام: حافظ الوقت الحجة شيخ المحدثين شرف الدين الدمياطي: عبد المؤمن بن خلف، المولود سنة ٦١٣ والمتوفى سنة ٧٠٥ عن نحو اثنتين وتسعين سنةً، ولم يخلّف في معناه مثله. قال المزي -وهو تلميذه-: ما رأيت أحفظ منه. وله مصنفات نفيسة، منها كتابه المشهور (المتجر الرابح في ثواب العمل الصالح). وقد خَرَّج الدمياطي لشيخه ابن عبد السلام أربعين حديثًا.
وكان الشيخ ابن عبد السلام مع هذه الجلالة التي حازها والعلوم التي حواها، يَنْظِم الأشعار السهلة، فمن ذلك ما أَنشده لنفسه في استغاثة دعائية:
(١) تاريخ ولادة القرافي، خَفِي على جميع من تَرجَم له، حتى كان القرافي هو نفسه صاحبَ الفضل والقول الفصل في إبرازه، كما أفاد ذلك الأستاذ الفاضل عمر حسن القِيّام في مقدمته الجيدة التي حرّرها لتحقيق كتاب (الفروق) للقرافي، طبع مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الأولى ١٤٢٤ هـ. وأفاد الأستاذ القِيّام أيضًا أن من أوائل مَن كان تفطّن لمعرفة تاريخ ولادة القرافي: الشيخ عبد الفتاح أبو غدة -رحمه الله- في مقدمة تحقيقه لكتاب (الأحكام في تمييز الفتاوى عن الأحكام) للقرافي.