للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عمر نفسه، فقال: كذبت يا عدو الله، إن الذي عددت لأحياء كلهم، وقد بقي لك ما يسؤك، قال: يوم بيوم بدر والحرب سجال إنكم ستجدون في القوم مثلة لم آمر بها ولم تسؤني، ثم جعل يرتجز: أعل هبل، أعل هبل، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أَلاَ تُجِيبُونَه؟ " قالوا: يا رسول الله ما نقول؟ قال: "قُولُوا اللهُ أَعْلَى وَأَجْلُّ" قال: لنا العزى ولا عزى لكم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَلاَ تُجِيبُونَهم" قالوا: يا رسول الله ما نقول؟ قال: "قُولُوا اللهُ مَوْلاَنَا وَلاَ مَوْلَى لَكُمْ" (١).

مسلم، عن أنس قال: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بُسَيْسَةَ عينًا ينظر ما صنعت عير أبي سفيان، فجاء وما في البيت أحد غيري وغير رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا أدري ما استثنى بعض نسائه قال: فحدث الحديث، قال: فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتكلم فقال: "إِنَّ لَنَا طَلِبَةَ، فَمَنْ كَانَ ظَهْرُهُ حَاضِرًا فَلْيرْكَبْ مَعَنَا" فجعل رجال يستأذنونه في ظهرانهم في علو المدينة، فقال: "لاَ إِلَّا مَنْ كَانَ ظَهْرُهُ حَاضِرًا" فانطلق الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه حتى سبقوا المشركين إلى بدر، وجاء المشركون، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لاَ يتقَدَّم مِنْ أَحَدٌ [مِنْكُمْ] إلى شَيْءِ حَتَّى أَكُونَ أَنَا دُونَه" فدنا المشركين، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "قُومُوا إِلى جَنَّةِ عَرْضُهَا السَّموَاتُ وَالأَرْض، قال: يقول عمير بن الْحُمَامِ الأنصاري: يا رسول الله جنة عرضها السموات والأرض؟ قال: "نَعَمْ" قال: بخ بخ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَا يَحْمِلُكَ عَلَى قَوْلكَ بَخ بَخ" قال: لا والله يا رسول الله إلا رجاء أن أكون من أهلها، قال: "وَإِنَّكَ مِنْ أَهْلِهَا، فأخرج تمرات من قَرَنِهِ، فجعل يأكل منهن، ثم قال: إن أنا حييت حتى آكل تمراتي هذه إنها لحياة طويلة، قال: فرمى بما كان معه من التمر ثم قاتل حتى قتل رحمه الله (٢).


(١) رواه البخاري (٣٠٣٩ و ٣٩٨٦ و ٤٠٤٢ و ٤٠٦٧ و ٤٥٦١).
(٢) رواه مسلم (١٩٠١).

<<  <  ج: ص:  >  >>