للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[باب ما جاء فيمن طلب العلم لغير الله]

أبو داود، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ تعلَّمَ عِلْمًا مِمّا يُبْتَغى بِهِ وُجهُ اللهِ لاَ يتعلمْهُ إِلّا ليصيبَ بِهِ عَرَضًا مِنَ الدُّنيَا لَمْ يِجد عَرْفَ الجنَّةِ يومَ القيامةِ"، يعني ريحها (١).

مسلم، عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إِنَّ أَولَ النَّاسِ يُقْضَى يومُ القيامةِ عَلَيْهِ رجلٌ اسْتُشْهِدَ، فأُتِيَ به فَعَرَّفه نعمَهُ فعرفَهَا، قَالَ: فَمَا عملتَ فِيهَا؟. قَالَ: قَاتلتُ فيكَ حتَّى استشهدْتُ، قالَ: كذبتَ، ولكنَّكَ قاتلتَ ليقالَ جَرِيءٌ فَقَدْ قِيلَ، ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجهِهِ حتى أُلقَي فِي النَّارِ، ورجلٌ تعلَّم العِلمَ وعلَّمه، وقرأَ القُرآنَ فأُتي به فعرَّفه نعمَهُ فعرفَهَا، قَالَ: فَمَا عملتَ فِيهَا؟ قَالَ: تعلَّمتُ العلمَ وعلَّمْتُهُ، وقرأتُ فِيكَ القُرآنَ، قَالَ: كذبتَ، ولكنَّكَ تعلمْتَ العِلمَ ليقالَ عالمٌ، وقرأتَ القرآنَ ليقالَ هُوَ قارئٌ، فقدْ قِيلَ ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحبَ وَجهِهِ حتَّى أُلقِيَ فِي النَّارِ، ورجلٌ وسَّعَ اللهُ عليهِ وأعطَاهُ منْ أصنافِ المالِ كلَّهِ، فَأُتِيَ بهِ فعرّفَهُ نعمَهُ فَعرِفَهَا، قَالَ: فَما عملتَ فِيهَا؟ قالَ: مَا تَركتُ منْ سبيلٍ تحبُّ أَنْ ينفقَ فِيهَا إلَّا أنفقتُ فِيهَا لَكَ، قالَ: كذبْتَ، ولكنَّكَ فعلتَ ليقالَ هُو جوادٌ، قِيلَ ثُمَ أُمِرَ بهِ فسُحِبَ عَلَى وَجهِهِ حتَّى أُلقِيَ فِي النَّارِ" (٢).

أبو داود، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "منْ سُئلَ عنْ علمٍ فكتمَهُ، أَلجَمَهُ اللهُ بِلجامٍ منْ نارٍ يومَ القيامةِ" (٣).


(١) رواه أبو داود (٣٦٦٤) ورواه أيضًا ابن ماجه (٢٥٢) وأحمد (٢/ ٣٣٨) والحاكم (١/ ٨٥) وصححه ووافقه الذهبي، ولفليح بن سليمان متابع عند ابن عبد البر في جامع بيان العلم (١/ ١٩٠).
(٢) رواه مسلم (١٩٠٥).
(٣) رواه أبو داود (٣٦٥٨) ورواه أيضًا الترمذي (٢٦٥١) وابن ماجه (٢٦١).

<<  <  ج: ص:  >  >>