للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شَدِيدَةً، فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوا اللهَ وَرَسُولَهُ، فَإِنِّي عَلَى الْحَوْضِ" قالوا: سنصبر يا رسول الله (١).

وفي بعض طرق هذا الحديث عن عبد الله بن زيد أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال إذ جمعهم: "يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ أَلَمْ أَجدُكُم ضُلَّالًا فَهَدَاكُمُ اللهُ بِي، وَعَالَةَ فَأغنَاكُمُ اللهُ بِي، وَمُتفرِّقينَ فَجَمَعَكُمُ اللهُ بِي" ويقولون: الله ورسولَه آمن، فقال: "أَلاَ تُجِيبُوني؟ " فقالوا: الله ورسوله آمن، فقال: "أَمَا إِنَّكُمْ لَوْ شِئْتُمْ أَنْ تَقُولُوا كَذَا وَكَذَا، وَكَانَ مِنَ الأَمْرِ كَذَا وَكَذَا لأشياءِ عددها، زعم عمرو بن يحيى أن لا يحفظها فقال: "أَلاَ تَرْضَوْنَ أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بالشَّاءِ وَالإِبْلِ وَتَذْهَبُونَ بِرَسُولِ اللهِ إِلَى رِحَالِكُمْ، الأَنْصَارُ شِعَارٌ وَالنَّاسُ دِثَارٌ، وَلَوْلاَ الْهِجْرَةُ لِكُنْتُ امْرأً مِنَ الأَنْصَارِ" (٢).

وفي طريق آخر: "لَوْ سَلَكَ النَّاسُ وَادِيًا وَسَلَكَتِ الأَنْصَارُ شِعْبًا لَسَلَكْتُ شِعْبَ الأَنْصَارِ" (٣).

وعن أبي سعيد الخدري في هذا الحديث قال: "أَلاَ تُجِيبُوني يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ؟ " قالوا: وبماذا نجيب يا رسول الله ولله ولرسوله المن والفضل، فقال: "أَمَا وَاللهِ لَوْ شِئْتُمْ لَقُلْتُمْ وَلَصَدَقْتُمْ، أتَيْتنا مُكَذَّبًا فَصَدَّقناكَ، وَطَرِيدًا فَآوَيْنَاكَ، وَمَخْذُولًا فنَصَرْنَاكَ، وَعائِلًا فَاسَيْنَاكَ" وقال في آخر الحديث: فبكى القوم حتى اخضلوا لحاهم وقالوا: رضينا يا رسول الله قسمًا وحظًا.

ذكر هذا الحديث ابن إسحاق وسفيان بن عيينة وغيرهما، وهي الأشياء التي لم يذكر مسلم بن الحجاج والله أعلم (٤).


(١) رواه مسلم (١٠٥٩).
(٢) رواه مسلم (١٠٦١).
(٣) رواه مسلم (١٠٥٩) من حديث أنس.
(٤) رواه أحمد (٣/ ٥٧ و ٧٦ - ٧٧) من حديث أبي سعيد، ورواه أحمد (١٠٥ و ٢٥٣) من حديث أنس.

<<  <  ج: ص:  >  >>