كتابات أعداء الإسلام ومناقشتها

أولا: شبهة النهى عن كتابة السنة المطهرة - علة النهى عن كتابة السنة كما وردت فى الأحاديث والآثار - ص: 282

أما رفض دعاة اللادينية وغلاة الشيعة لهذه العلة بحجة أن تلك العلة تعنى جعل الأحاديث من جنس القرآن فى الأسلوب والبلاغة، وفى ذلك إبطال لإعجاز القرآن الكريم (١) .

... فأقول: ليس فى ذلك إبطال لإعجاز القرآن، بل حفاظاً لهذا الإعجاز بمنهج نبوى طبقة النبى صلى الله عليه وسلم قولاً وعملاً، واستوعبه الخلفاء وطبقوه كما فهموه من النبى صلى الله عليه وسلم، لأنه إذا كان هناك من كبار الصحابة من يدرك ويميز بين الأسلوب القرآنى وإعجازه وبين الأسلوب النبوى، فهناك من عامة الصحابة من لا يدرك ذلك، وهذا هو حال جميع الناس فى جميع العصور والأمصار وهذا أمر بديهى لا يجادل فيه منصف.

... فكان من المنهج الربانى فى المحافظة على كتابه العزيز النهى عن كتابة ما سواه فى أول الأمر؛ لأنه متعبد بلفظه فى الصلاة وغيرها، ولا يجوز إبدال حرف منه بآخر؛ فكان لابد من المحافظة على هذا الإعجاز ممن لا يدركه فى زمن النبوة المباركة، وجميع العرب فيما بعد ذلك، وجميع الأعاجم والمستعربين فى جميع العصور. ممن لا يؤمن أن يلحقوا ما يجدون فى الصحف بالقرآن، ويعتقدوا أن ما اشتملت عليه كلام رب العباد.

---

(١) ممن ذهب إلى ذلك توفيق صدقى فى مقالة (الإسلام هو القرآن وحده) انظر: مجلة المنار المجلد ٩/٥١٥ ومحمود أبو ريه فى أضواء على السنة ص ٥٠، ٥١، وإسماعيل منصور فى تبصير الأمة بحقيقة السنة ص٢٦، ٢٩١، ٣١٠، وجمال البنا فى: السنة ودورها فى الفقه الجديد ص١٩٩، وعبد الجواد ياسين فى السلطة فى الإسلام ص ٢٤٤، ومن غلاة الشيعة مروان خليفات فى كتابه وركبت السفينة ص ١٨١، وزكريا عباس داود فى تأملات فى الحديث عند السنة والشيعة ص٤٠،٤١. وغيرهم من أعداء السنة السابق ذكرهم عند استعراض الشبهة وأصحابها.