للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

.. فالصحابة أجمع وعلى رأسهم الخلفاء الراشدين كانوا يعظمون حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحكمونه فى كل شأن من شئون حياتهم. فعن ميمون بن مهران (١) قال: كان أبو بكر الصديق إذا ورد عليه الخصم نظر فى كتاب الله، فإن وجد فيه ما يقضى بينهم قضى به، وإن لم يكن فى الكتاب، وعلم من رسول الله صلى الله عليه وسلم فى ذلك الأمر سنة قضى بها، فإن أعياه خرج فسأل المسلمين، وقال: أتانى كذا وكذا فهل علمتم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى فى ذلك بقضاء؟ فربما اجتمع إليه النفر كلهم يذكر من رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه قضاءاً فيقول أبو بكر: الحمد لله الذى جعل فينا من يحفظ على نبينا، فإن أعياه أن يجد فيه سنة من رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع رؤوس الناس وخيارهم فاستشارهم، فإذا اجتمع رأيهم على أمر قضى به (٢) أ. هـ.

... وعن جابر بن زيد (٣) ، أن ابن عمر لقيه فى الطواف، فقال له: يا أبا الشعثاء، إنك من فقهاء البصرة، فلا تفت إلا بقرآن ناطق أو سنة ماضية، فإنك إن فعلت غير ذلك هلكت وأهلكت (٤) .


(١) ميمون بن مهران: هو ميمون بن مهران الجزرى أبو أيوب الرقى، روى عن عائشة، وأبى هريرة، وأبى عباس، وطائفة، وعنه أبو بشر، والأوزاعى، وخلق كثير، متفق على توثيقه. مات ١١٧هـ. له ترجمة فى: تذكرة الحفاظ ١/٩٨ رقم ٩١، وتقريب التهذيب ٢/٢٣٤ رقم٧٠٧٥، والكاشف ٢/٣٠٢ رقم ٥٧٦٤، والثقات للعجلى ص ٤٤٥ رقم ١٦٦٩.
(٢) أخرجه الدارمى فى سننه المقدمة، باب الفتيا وما فيه من الشدة ١/٦٩، ٧٠ رقم ١٦١، وانظر: إعلام الموقعين ٢/٦٢.
(٣) جابر بن زيد، أبو الشعثاء الأزدى، روى عن ابن عباس، وعنه قتادة، وأيوب، وخلق. متفق على توثيقه مات٩٣هـ. له ترجمة فى تقريب التهذيب١/١٥٢رقم٨٦٧،والكاشف١/٢٨٧ رقم٧٢٨، والثقات للعجلى ص ٩٣ رقم ١٩٤.
(٤) الدارمى فى سننه المقدمة، باب الفتيا وما فيه من الشدة ١/٧٠، ٧١ رقم ١٦٤، وجامع بيان العلم ٢/٥٦.

<<  <   >  >>