للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

.. وأخرج الدارمى عن شريح (١) : أن عمر بن الخطاب كتب إليه: "إن جاءك شىء فى كتاب الله فاقض به، ولا يلتفتك عنه الرجال، فإن جاءك ما ليس فى كتاب الله فانظر سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاقض بها، فإن جاءك ما ليس فى كتاب ولم يكن فيه سنة من رسول الله صلى الله عليه وسلم فانظر ما اجتمع عليه الناس فخذ به، فإن جاءك ما ليس فى كتاب الله ولم يكن فى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يتكلم فيه أحد قبلك، فاختر أى الأمرين شئت: إن شئت أن تجتهد برأيك ثم تقدم فتقدم، وإن شئت أن فتأخر فتتأخر، ولا أرى التأخير إلا خيراً لك (٢) ، ونحو ذلك روى عن ابن مسعود وابن عباس وغيرهم (٣) -رضى الله عنهم أجمعين-.

... وبذلك كانت مصادر الأحكام فى الصدر الأول أربعة:

القرآن الكريم: وهو المصدر الأول لهذا الدين وعمدة الملة، وكانوا يفهمونه واضحاً جلياً، لأنه بلسانهم نزل مع ما امتازوا به من معرفة أسباب نزوله.

السنة النبوية: وهى المصدر الثانى الملازم للمصدر الأول، وقد اتفقوا على اتباعها متى ظفروا بها.

القياس، أو الرأى المستند إلى كتاب الله أو سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.


(١) شريح هو: القاضى شريح بن الحارث بن قيس الكندى أبو أميه الكوفى، روى عن عمر، وعلى، وابن مسعود رضى الله عنهم، وعنه الشعبى والنخعى وابن سيرين وطائفة، مخضرم ثقة. مات قبل الثمانين أو بعدها له ترجمة فى: تذكرة الحفاظ ١/٥٩ رقم ٤٤، والثقات للعجلى ٢١٦ رقم٦٦٠، وتقريب التهذيب ١/٤١٦ رقم ٧٨٢، وطبقات الحفاظ للسيوطى ص٢٧ رقم ٤٢.
(٢) أخرجه الدارمى فى سننه المقدمة، باب الفتيا وما فيه من الشدة ١/٧١، ٧٢ رقم ١٦٧، وانظر: جامع بيان العلم ١/٥٦.
(٣) انظر:سنن الدارمى، وجامع بيان العلم فى الأماكن السابقة، وانظر:أعلام الموقعين ١/٥٧-٨٦.

<<  <   >  >>