للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

.. هذا ولم يكن تدوين السنة قائماً على المكتوب فقط وإنما كان قائماً جنباً إلى جنب بجانب المحفوظ فى الصدور، فالعبرة عند المحدثين بالعدالة، والضبط وهو نوعان:

١- ضبط صدر وهو: أن يحفظ الراوى ما سمعه ويثبت منه ويعيه بحيث يتمكن من استحضاره متى شاء إن حدَّث حفظاً.

٢- ضبط كتاب وهو: أن يصون الراوى كتابه من أن يتطرق إليه خلل من حين كتابته أو سماعه إلى أن يؤدى منه ولا يدفعه إلى من يمكن أن يغير فيه إن كان منه يروى (١) وعلى هذين النوعين كان تبليغ سنة النبىصلى الله عليه وسلمعلى مر العصور، وبالحفظ أكثر فى القرون الأولى (٢) .

كما أن الحفظ أقوى من الكتابة لبعده عن التصحيف والغلط، ومن هنا فهو مرجح على المكتوب إذا تعارض حديث مسموع وحديث مكتوب.

قال الآمدى: "وأما ما يعود إلى المروى فترجيحات الأول: أن تكون رواية أحد الخبرين عن سماع من النبى صلى الله عليه وسلم والرواية الأخرى عن كتاب.فرواية السماع أولى: لبعدها عن تطرق التصحيف والغلط" (٣) .


(١) توضيح الأفكار ٢/١١٩-١٢٠، وتدريب الراوى ١/٣٠١، وفتح المغيث للسخاوى ١/٣١٤، وانظر: مقاصد الحديث فى القديم والحديث لفضيلة الدكتور مصطفى التازى ٢/٦٤، واختلافات المحدثين والفقهاء فى الحكم على الحديث للدكتور عبد الله شعبان ص٣٩٧-٤٠٩.
(٢) انظر: حجية السنة للدكتور عبد الغنى مبحث (الكتابة ليست من لوازم الحجية والكتابة لا تفيد القطع ص ٣٩٩-٤٠٢، والمكانة العلمية لعبد الرزاق بن همام فى الحديث النبوى لفضيلة الأستاذ الدكتور إسماعيل الدفتار مبحث "الكتابة ليست أوثق من الحفظ القلبى إذا توافرت دواعيه ١/٢٣٩، مخطوط بكلية أصول الدين بالقاهرة رقم ٢٣٣٢ لسنة ١٣٩٦هـ ١٩٧٦م.
(٣) الإحكام للآمدى ٤/٢١٥، وانظر: الاعتبار فى الناسخ والمنسوخ للحازمى ص ٦٤.

<<  <   >  >>