للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

.. ويدل على أن الكتابة دون الحفظ قوة ما هو مقرر عند أهل الحديث والأصول أن أعلى وجوه الأخذ من الشيخ سماع لفظه، واتفاقهم على صحة رواية الحديث بالسماع (١) ، واختلافهم فى صحة الرواية بطريق المناولة أو المكاتبة. مع ترجيح تصحيحهما (٢) .

... وفوق كل هذا دلالة على قوة الحفظ فى المكانة عن الكتابة أن الاعتماد فى نقل القرآن الكريم والقطع به، إنما حصل على حفظ القلوب والصدور لا على خط المصاحف والكتب. فالحفظ وحده كان الاعتماد عليه فى نقل القرآن الكريم فى عهد النبى صلى الله عليه وسلم، وعمر وسنين من عهد عثمان، لأن تلك القطع التى كتب فيها القرآن فى عهد النبى صلى الله عليه وسلم كانت مفرقة عند بعض الصحابة لا يعرفها إلا من هى عنده، وسائر الناس غيره يعتمدون على حفظهم. ثم لما جمعت فى عهد أبى بكر لم تنشر هى ولا الصحف التى كتبت عنها، بل بقيت عند أبى بكر، ثم عند عمر، ثم عند ابنته حفصة أم المؤمنين حتى طلبها عثمان، ثم اعتمد عليه فى عامة المواضع التى يحتمل فيها الرسم وجهين أو أكثر، واستمر الاعتماد عليه حتى استقر تدوين القراءات الصحيحة" (٣) ، وكان الاعتماد عليها وعلى نقل القرآن بالحفظ.


(١) تدريب الراوى ٢/٨، وفتح المغيث للسخاوى ٢/٢٠، وتوضيح الأفكار ٢/٢٩٥.
(٢) تدريب الراوى ٢/٤٤-٥٨، وفتح المغيث للسخاوى ٢/١٠٠ - ١٢٧، وتوضيح الأفكار ٢/٣٢٩ - ٣٤٣، وإرشاد الفحول ١/٢٥٢، ٢٥٣.
(٣) الأنوار الكاشفة عبد الرحمن المعلمى ص ٧٧.

<<  <   >  >>