للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كتاب ربهم، ولكن فى حدود ما تدل عليه وتعينه، دون ما لا تدل عليه ولا تعينه. وقد عرفت أن المصاحف لم تكن منقوطة، ولا مشكولة، وأن صورة الكلمة فيها كانت لكل ما يمكن من وجوه القراءات المختلفة، وإذا لم تحتملها كتبت الكلمة بأحد الوجوه فى مصحف، ثم كتبت فى مصحف آخر بوجه آخر وهلم جراً.

... فلا غرو أن كان التعويل على الرواية والتلقى هو العمدة فى باب القراءة والقرآن (١)

نقول: كل هذا رداً على من يشككون فى تدوين السنة على المحفوظ فى الصدور بحجة أن الحفظ خوان (٢) ، وقوة حفظ الحفاظ خرافة (٣) ، لأن الحفظ وإن كان خوان وضعيف عندهم وعند أهل العصور المتأخرة فى زماننا فلا يصح هذا القول فى عرب العصور الأولى الذين كان جُّل اعتمادهم فى تواريخهم وأخبارهم وسائر أحوالهم على الحفظ (٤) .

وازداد عندهم هذا الأمر بعد دخولهم فى الإسلام، وقيضهم الله عز وجل لحفظ الشرع وصيانته وحمله وتبليغه لمن بعدهم (٥) .


(١) مناهل العرفان للزرقانى ١/٤١١.
(٢) أضواء على السنة ص ٢٦٨.
(٣) دراسات محمدية ترجمة الأستاذ الصديق بشير نقلاً عن مجلة كلية الدعوة بليبيا العدد ١٠/٥٧١، وانظر: بلوغ اليقين بتصحيح مفهوم ملك اليمن لاسماعيل منصور ص ٢٣، ١٣٣.
(٤) انظر: حجية السنة للدكتور عبد الغنى ص ٤٠٣، وضوابط الرواية عند المحدثين للأستاذ الصديق بشير ص ١٢٦.
(٥) انظر: حجية السنة ص ٤٠٤، وضوابط الرواية عند المحدثين ص ١٢٤، ١٢٨، ومبحث نوادر الحفظ وعجائب الحفاظ ص ١٢٩.

<<  <   >  >>