للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

.. هذه هى خلاصة شبهتهم التى طعنوا بها فى حجية السنة المطهرة، وفى مصدريتها التشريعية، كما طعنوا بها فى عدالة حملة الإسلام من أهل القرون الثلاثة الفاضلة الذين شهد لهم المصطفى صلى الله عليه وسلم بالخيرية من صحابته الكرام رضي الله عنه والتابعين لهم بإحسان من أئمة المسلمين من المحدثين والفقهاء.

... فطعنوا بهذه الشبهة فى حجية السنة حيث ذهب الصنم الأكبر للمستشرقين جولد تسيهر إلى (أن القسم الأكبر من الحديث ليس إلا نتيجة للتطور الدينى والسياسى والاجتماعى للإسلام فى القرنين الأول والثانى، وأنه ليس صحيحاً ما يقال أنه وثيقة للإسلام فى عهده الأول عهد الطفولة، ولكنه أثر من آثار جمهور الإسلام فى عصر النضوج، وتابعه على ذلك سائر المستشرقين (١) ، وذيولهم من دعاة الفتنة، وأدعياء العلم فى أمتنا الإسلامية؛ مثل أحمد صبحى منصور القائل: "بدلاً من أن يعكف المسلمون على القرآن ومنهجه العقلى فإنهم أضاعوا قروناً فى تأليف الروايات والاختلاف حولها، وفى تأليف الخرافات والبحث عنها" (٢) .

... ويقول أيضاً: "... لأن تلك المرويات التى كانت تعبر عن عصور السابقين وثقافتهم أصبحت فى عصرنا تسئ للإسلام، علاوة على أنها أكاذيب ما أنزل الله بها من سلطان (٣) ، فتأمل هل هناك فرق فى المعنى بين ما قاله أحمد صبحى وجولدتسيهر؟!!

... ومن أسباب وضع الحديث طعن أعداء الإسلام فى عدالة حمل الإسلام من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأئمة المسلمين من الفقهاء والمحدثين.


(١) سبق تفصيل ذلك والرد عليه فى شبهة التأخر فى تدوين السنة ص ٣٤٤-٣٥٣.
(٢) مجلة روزاليوسف العدد ٣٥٣٠ ص ٥٠.
(٣) انظر: مجلة روزاليوسف العدد ٣٥٦٣ ص ٣٦، وكرر هذا الكلام إجمالاً فى كتبه الآتية: حد الردة ص ٥، ٨٩، والمسلم العاصى ص ٨،٩، وعذاب القبر ص ٥،٦، ولا ناسخ ولا منسوخ ص ١٠، وانظر السنة ودورها فى الفقه الجديد ص ١١.

<<  <   >  >>