للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهذا مالك رضي الله عنه قد احتج بقضاء عبد الملك بن مروان فى موطأه وأبرزه فى جملة قواعد الشريعة (١) . أما أبوه مروان بن الحكم فأقضيته وفتاواه كثيرة فى الموطأ (٢) ،وفى الصحيح عن عبد الله بن دينار قال: شهدت ابن عمر حيث اجتمع الناس على عبد الملك ابن مروان كتب: إنى أقر بالسمع والطاعة لعبد الملك أمير المؤمنين، على سنة الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ما استطعت، وإن بنى قد أقروا بمثل ذلك (٣) .

... وقل مثل ذلك فى الوليد بن عبد الملك، فلقد أنشئت فى عصره أكثر المساجد المعروفة اليوم، حتى كان عصره للمسلمين عصراً عمرانياً، وقل مثل ذلك فى بقية الخلفاء بما فيهم يزيد ابن معاوية رضي الله عنه الذى اتهم كذباً وزوراً بأكاذيب من صنع الرافضة.


(١) من ذلك ما أخرجه فى الموطأ فى كتاب الأقضية، باب المستكرهة من النساء ٢/٥٦٤رقم١٤، وفى كتاب المكاتب، باب القضاء فى المكاتب٢/٦٠٤ رقم ٣، وانظر: العواصم من القواصم ص٢٦٣، ومقدمة ابن خلدون ص ٢٢٨.
(٢) من ذلك ما أخرجه فى الموطأ فى كتاب المكاتب، باب عتق المكاتب إذا أدى ما عليه قبل محله ٢/٦١٢ رقم ٩، وانظر: لورع مروان، وابنه عبد الملك، فيما رواه الإمام مالك عن عبد الملك ابن مروان أنه وهب لصاحب له جارية ثم سأله عنها فقال قد هممت أن أهبها لابنى فيفعل بها كذا وكذا، فقال عبد الملك: لمروان كان أورع منك، وهب لابنه جارية ثم قال لا تقربها فإنى قد رأيت ساقها منكشفة، انظر: الموطأ كتاب النكاح، باب النهى عن أن يصيب الرجل أمة كانت لأبيه ٢/٤٢٦ رقم٣٨.
(٣) أخرجه البخارى (بشرح فتح البارى) كتاب الأحكام، باب كيف يبايع الإمام الناس ١٣/٢٠٥ رقم ٧٢٠٣.

<<  <   >  >>