للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

.. قال الحافظ السيوطى فى التدريب: "قال العراقى (١) : وأما السلامة من الشذوذ والعلة فقال ابن دقيق العيد فى الإقتراح: إن أصحاب الحديث زادوا ذلك فى حد الصحيح قال: وفيه نظر على مقتضى نظر الفقهاء، فإن كثيراً من العلل التى يعلل بها المحدثون لا تجرى على أصول الفقهاء.

... قال الحافظ العراقى: والجواب أن من يصنف فى علم الحديث؛ إنما يذكر الحديث عند أهله لا عند غيرهم من أهل علم آخر، وكون الفقهاء، والأصوليين، لا يشترطون فى الصحيح هذين الشرطين (٢) ؛ لا يغير الحد عند من يشترطهما (٣) .

ولذلك قال ابن الصلاح بعد أن حد تعريف الحديث الصحيح فى الشروط الخمسة السابقة قال: "فهذا هو الحديث الذى يحكم له بالصحة بلا خلاف بين أهل الحديث" (٤) .

وهذه الشروط كافية ومطمئنة للتأكد من ثبوت نسبة الحديث إلى قائله، سواء كان الحديث مرفوعاً أو موقوفاً أو مقطوعاً.


(١) العراقى هو: الحافظ الإمام الكبير، أبو الفضل، زين الدين عبد الرحيم بن الحسين العراقى، من أئمة المسلمين، وحفاظ الحديث، له مؤلفات كثيرة منها "الألفية" فى علوم الحديث و"نكت ابن الصلاح" و"المراسيل" وغير ذلك مات سنة ٨٠٦هـ له ترجمة فى طبقات الحفاظ للسيوطى ص٥٤٣ رقم ١١٧٥، وحسن المحاضرة ١/٣٦٠ وإنباء الغمر بأنباء العمر لابن حجر ٢/٢٧٥، وشذرات الذهب ٧/٥٥.
(٢) تعرض أئمة الأصول لهذين الشرطين بمصطلحهم فى مباحث (ضبط المتن) كما فى أصول السرخسى١/٣٥٥،وفى المحصول للرازى٢/٢١٠بعنوان (البحث فى الأمور العائدة إلى المخبر عنه)
(٣) تدريب الراوى ١/٦٤، ٦٥.
(٤) علوم الحديث لابن الصلاح ص١٦.

<<  <   >  >>