كتابات أعداء الإسلام ومناقشتها

الفصل الأول: أعداء السنة من أهل الأهواء والبدع قديما - هل كان الخوارج يكذبون فى الحديث؟ - ص: 73

أما النص السابق الذى يذكرونه عن شيخ للخوارج، فهو مجهول ولا ندرى من هو؟ وقد سبق مثل هذا التصريح برواية حماد بن سلمة عن شيخ رافضى، فلماذا لا تكون نسبته إلى شيخ خارجى خطأ؟ خصوصاً ولم نعثر لهم على حديث واحد موضوع.

أما قول عبد الرحمن بن مهدى عن حديث (إذا أتاكم ... إلخ) أنه وضعته الزنادقة والخوارج، فلا أدرى مدى صحته عن ابن مهدى، فقد ذكره عنه ابن عبد البر فى (جامع بيان العلم) بلا سند (١) فضلاً على أنه لم يذكر لنا عن ابن مهدى من هو واضعه؟ على أن المنقول عن غير ابن مهدى لفظ الزنادقة فقط، قال شمس الحق العظيم آبادى: فأما ما رواه بعضهم أنه قال: "إذا جاءكم الحديث فاعرضوه على كتاب الله ... الحديث"؛ فإنه حديث لا أصل له (٢) وقد حكى زكريا الساجى عن يحيى بن معين (٣) أنه قال "هذا حديث وضعته الزنادقة" ونقل الفتنى عن الخطابى (٤) أنه قال أيضاً "وضعته الزنادقة" (٥) ، وليس فى هذين النصين ذكر للخوارج بحال.

وقد ورد عنهم ما ينفى تهمة الكذب عنهم.

يقول المُبَرِّدُ (٦) :

---

(١) جامع بيان العلم وفضله ٢ /١٩١.
(٢) عون المعبود شرح سنن أبو داود ٤ /٣٢٩.
(٣) يحيى بن معين: هو يحيى بن معين بن عون المرى بالولاء البغدادى، أبو زكريا، الحافظ المشهور، كان إماماً عالماً ربانياً حافظاً متقناً خبيراً بصحيح الحديث وسقيمه، مات سنة ٢٣٣هـ. له ترجمة فى: تقريب التهذيب ٢/٣١٦ رقم ٧٦٧٩، والكاشف ٢ /٣٧٦ رقم ٦٢٥٠، وتذكرة الحفاظ ٢ /٤٢٩ رقم ٤٣٧، وطبقات الحفاظ للسيوطى ص ١٨٨ رقم ٤١٦، والثقات للعجلى ص ٤٧٥ رقم ١٨٢٦، والجرح والتعديل ٩ /١٩٢، والإرشاد للخليلى ص ١٨٦، ١٨٧، ووفيات الأعيان ٦ /١٣٩ رقم ٧٩١. (
٤) الخطابى: هو حمد ويقال أحمد بن إبراهيم بن خطاب البستى - نسبة إلى بست مدينة من بلاد كابل - أبو سليمان، كان أحد أوعية العلم فى زمانه حافظاً فقيهاً، له من التصانيف النافعة الجامعة: معالم السنن وغريب الحديث، وإصلاح غلط المحدثين وغيرها، مات سنة ٣٨٨هـ. له ترجمة فى: مرآة الجنان لليافعى ٢ /٤٣٥، وبغية الوعاة للسيوطى ١ /٥٣٦ رقم ١١٤٣، وشذرات الذهب لابن العماد ٣ /١٢٧، ١٢٨، وتذكرة الحفاظ ٣/١٠١٨ رقم ٩٥٠، وطبقات الحفاظ للسيوطى ص ٤٠٤ رقم ٩١٥، واللباب فى تهذيب الأنساب ١ /١٥١.
(٥) تذكرة الموضوعات ص ٢٨.
(٦) المُبَرِّدُ: هو محمد بن يزيد بن عبد الأكبر أبو العباس، أديب، نحوى، لغوى، كان كثير الحفظ، غزير العلم، وثقة الخطيب وجماعة، من مصنفاته المقتضب، والكامل فى الأدب، وغيرهما مات سنة ٢٨٥هـ. له ترجمة فى: لسان الميزان ٦ /٦٢٩ رقم ٨٢٦٤، وسير أعلام النبلاء ١٣ /٥٧٦ رقم ٢٩٩، وطبقات المفسرين للراوى ٢ /٢٦٩ رقم ٥٩٧، وشذرات الذهب ٢/١٩٠، وإنباه الرواة للقفطى ١ /٤٠، ٤٨.