للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

"والخوارج فى جميع أصنافها تبرأ من الكاذب ومن ذوى المعصية الظاهرة (١) " وقال أبو داود (٢) : "ليس فى أصحاب الأهواء أصح حديثاً من الخوارج" (٣) .

وقال ابن تيمية (٤) : للرافضة فى الرد عليهم "ونحن نعلم أن الخوارج شر منكم ومع هذا فما نقدر أن نرميهم بالكذب لأننا جربناهم فوجدناهم يتحرون الصدق لهم وعليهم (٥) وقال: ومن تأمل كتب الجرح والتعديل رأى المعروف عند مصنفيها بالكذب فى الشيعة أكثر فى جميع الطوائف، والخوارج مع مروقهم من الدين فهم من أصدق الناس حتى قيل: إن حديثهم من أصح الحديث" (٦) وقال أيضاً "ليس فى أهل الأهواء أصدق ولا أعدل من الخوارج (٧) .

قلت: وأنا مع الدكتور السباعى فيما ذهب إليه ورجحه من نفى تهمة كذب الخوارج فى الحديث، وليس معنى ذلك براءتهم، ولكن معناه أنى لا اتهمهم بالكذب فى الحديث؛ لأنه لا دليل على كذبهم، والأخبار الواردة فى اتهامهم بالوضع ضعيفة تحتمل التأويل كما سبق، والأخبار التى تدل على صدقهم ونفى الكذب عنهم صريحة وواضحة.


(١) الكامل فى الأدب ٢ /١٠٦.
(٢) أبو داود: هو سليمان بن الأشعث بن شداد بن عمرو الأزدى الإمام العالم صاحب كتاب السنن، والمراسيل، والقدر، وغير ذلك، وهو أحد أئمة الدنيا فقهاً وعلماً وحفظاً ونسكاً وورعاً. مات سنة ٢٧٥هـ له ترجمة فى: تذكرة الحفاظ ٢ /٥٩١ رقم ٦١٥، تهذيب التهذيب ٤ /١٦٩ رقم ٢٩٨، وتاريخ بغداد للخطيب البغدادى ٩/٥٥ رقم ٤٦٣٨، ووفيات الأعيان ٢ /١٣٨ رقم ٢٥٨، والعبر فى خبر من غبر ١/٣٩٦ رقم ٢٧٥، وطبقات المفسرين للداودى ١ /٢٠٧ رقم ١٩٥، والتقييد لمعرفة رواه السنن والمسانيد لابن نقطة ص ٢٧٩ رقم ٣٤٤، والبداية والنهاية ١١ /٥٨.
(٣) الكفاية فى علم الرواية للخطيب البغدادى ص ١٣٠.
(٤) ابن تيمية: هو أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية، الحرانى الدمشقى، الملقب بتقى الدين، المكنى بأبى العباس، الإمام المحقق الحافظ المجتهد المحدث المفسر الأصولى الأديب النحوى القدوة الزاهد شيخ الإسلام، أما تصانيفه فإنها تبلغ ثلاثمائة مجلد، منها: رفع الملام عن الأئمة الأعلام، والصارم المسلول على منتقص الرسول، ومنهاج السنة النبوية فى نقض كلام الشيعة والقدرية، وغير ذلك. مات سنة ٧٢٧هـ. له ترجمة فى: تذكرة الحفاظ ٤ /١٤٩٦ رقم١١٧٥، وطبقات الحفاظ للسيوطى ص ٥٢٠ رقم ١١٤٢، وشذرات الذهب ٦ /٨٠، والبدر الطالع للشوكانى ١ /٦٣ رقم ٤٠، والدرر الكامنة لابن حجر ١ /١٤٤ رقم ٤٠٩، وطبقات المفسرين للداودى ١ /٤٦ رقم ٤٢، والبداية والنهاية ١٤ /١٣٥.
(٥) المنتقى من منهاج الاعتدال ص ٤٨٠.
(٦) المصدر السابق ص ٢٢.
(٧) منهاج السنة ٣ /٣١، وانظر: السنة ومكانتها فى التشريع الإسلامى للدكتور السباعى ص٨١، ٨٢، ٨٣ بتصرف، وأصول علم الحديث بين المنهج والمصطلح للدكتور أبو لبابة حسين ص١٥٨-١٦١.

<<  <   >  >>