للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

.. فقيل له: من أين لك هذا؟ قال: فيه شهادة معاوية، وهو إنما أسلم عام الفتح سنة ثمان من الهجرة، وفتح خيبر كان فى سنة سبع، ولم يكن معاوية مسلماً فى ذلك الوقت، ولا حضر ما جرى فى خيبر، وفيه شهادة سعد بن معاذ، وهو قد مات فى سنة خمس، فى يوم بنى قريظة، قبل فتح خيبر بسنتين، فاستحسن ذلك منه رئيس الرؤساء، واعتمده وأمضاه، ولم يجز اليهود على ما فى الكتاب لظهور تزويره وبطلانه.

... وقد سبق الحافظ الخطيب البغدادى إلى كشف كذب هذا الكتاب وتزويره: الإمام ابن جرير الطبرى، كما حكاه الحافظ ابن كثير فى البداية والنهاية" (١) .

وتعرض الحافظ ابن قيم الجوزية لهذا الكتاب المزور بأيدى اليهود فى كتابيه "أحكام أهل الذمة" (٢) ، و"المنار المنيف فى الصحيح والضعيف" (٣) ، وبين كذبه وتزويره من عشرة وجوه، ثم قال وأحضر هذا الكتاب بين يدى شيخ الإسلام ابن تيمية، وحوله اليهود يزفونه ويجلُّونه، وقد غشى بالحرير والديباج، فلما فتحه وتأمله بزق عليه وقال: هذا كذب من عدة أوجه. وذكرها، فقاموا من عنده بالذل والصغار" (٤) .

بكل ما سبق تسقط دعوى تقصير المحدثين فى نقدهم للمتن أ. هـ.

والله تبارك وتعالى

أعلى وأعلم


(١) البداية والنهاية ١٢/١٠٩.
(٢) أحكام أهل الذمة ١/٧-٩.
(٣) المنار المنيف فى الصحيح والضعيف ص ١٠٢ – ١٠٥، وانظر: لمحات من تاريخ السنة للأستاذ عبد الفتاح أبو غدة ص ١٧٠ – ١٧٢.
(٤) المنار المنيف فى الصحيح والضعيف ص ١٠٥.

<<  <   >  >>