للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

.. فهل كان الدين الإسلامى بدعاً من الحوادث حتى لا تنقل أحكامه وأخباره بهذا الطريق؟ أم كان الواجب اتخاذ طريق آخر لنقل أقوال الرسول صلى الله عليه وسلم وأخباره غير الرواية؟!

... لنفرض أن هؤلاء المنكرين علينا رواية الأحاديث -بالأسانيد- أصبحوا زعماء لمن كان على شاكلتهم، فهل هناك طريقة -غير الرواية- لتبليغ استنباطهم، وتحقيقاتهم لأفراد جماعتهم البعيدين عن حلقات دروسهم، أو الذين سيولدون بعدهم (١) ؟!!

حرى بالمشككين فى الإسناد وعلوم الحديث الإمساك عن لغوهم.

وإلا فأين أسانيدهم المتصلة إلى أممهم البائدة؟

بل أين أخبارهم الصحيحة عن أنبيائهم وعظمائهم؟

بل أين الضوابط التى تثبت صحة أخبارهم فيما سبق؟!

... أما ما زعمه شاخت من حملة الفتنة المذكورة فى كلام محمد بن سيرين على فتنة مقتل الوليد بن يزيد سنة (١٢٦هـ) علماً بأن وفاة ابن سيرين كانت سنة (١١٠هـ) كما ذكر هو أيضاً.

فيقول رداً على ذلك الدكتور همام عبد الرحيم: "ولو أنصف شاخت وفكر بنزاهة وموضوعية لما قال إن ابن سيرين يتحدث عن فتنة وقعت بعد وفاته بست عشرة سنة! (٢) .

وزعمه بأن ذلك الخبر مكذوب على ابن سيرين فهو ما لا دليل عليه، ويكذبه إخراج الإمام مسلم له فى مقدمة صحيحه (٣) ، والترمذى (٤) ، والدارمى (٥) .


(١) تحقيق معنى السنة وبيان الحاجة إليها ص ٩، ١٠.
(٢) الفكر المنهجى عند المحدثين ص ٥٩.
(٣) مسلم (بشرح النووى) فى المقدمة، باب بيان أن الإسناد من الدين ١/١١٩.
(٤) الترمذى فى كتاب العلل بآخر السنن ٥/٦٩٥.
(٥) الدارمى فى المقدمة، باب فى الحديث عن الثقات ١/١٢٣ رقم ٤١٦.

<<  <   >  >>