للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثم ذكر الحافظ -رحمه الله- المواضع المنتقدة وأجاب عنها من حيث التفصيل وأجاد فى ذلك (١) . وظهر له أن أكثر المواضع المنتقدة الجواب فيها قوى، وأن النادر اليسير هو ما تكلف فيه الجواب (٢) .

ومن هنا قال الأستاذ الدكتور أبو شهبة -رحمه الله -: "ولعل من هذه الأحاديث التى وقع فيها التكلف فى الجواب والحق فيها مع الناقد "المنصف" حديث "شَرِيْكُ بنُ أبى نَمِر عن أنس فى الإسراء" وهو حديث طويل، فقد خالف فيه شريك أصحاب أنس فى إسناده ومتنه بالتقديم والتأخير، وزيادته المنكرة وأشد أوهامه قوله –شريك-: "إن الإسراء كان قبل أن يوحى إليه" (٣) ، وقد أنكرها الخطابى، وابن حزم، وعبد الحق، والقاضى عياض، والنووى وغيرهم، واعتبروا ذلك غلطاً من شريك، وشريك ليس بمتهم بالكذب، وقصارى أمره أنه غلط والتبس عليه الأمر (٤) .


(١) المصدر السابق ص ٢٦٦، ٣٦٤-٤٠٢، وانظر: تدريب الراوى ١/١٣٥-١٤٠.
(٢) انظر: هدى السارى ص ٣٦٦، ٤٠٢.
(٣) انظر: صحيح البخارى بشرح (فتح البارى) كتاب التوحيد، باب قوله تعالى: "وكلم الله موسى تكليماً" ١٣/٤٨٦ رقم ٧٥١٧ وأشار إليه مسلم فى صحيحه (بشرح النووى) كتاب الإيمان، باب الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السماوات وفرض الصلوات١/٤٨٨ رقم١٦٢.
(٤) انظر دفاع ابن حجر عنه فى فتح البارى ١٣/٤٩٤ رقم ٧٥١٧، وانظر: فى ترجمته: تقريب التهذيب ١/٤١٨ رقم ٢٧٩٦، والثقات للعجلى ص ٢١٧ رقم ٦٦٣، والثقات لابن حبان ٤/٣٦٠، والكاشف ١/٤٨٥ رقم ٢٢٧٧، ومعرفة الرواة المتكلم فيهم بما لا يوجب الرد للذهبى ص ١١٦ رقم ١٥٥.

<<  <   >  >>