للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولقد أخذ هؤلاء المتشيعون أعداء الإسلام يصنعون الأحاديث فى أغراض شتى حسب أهوائهم ونحلهم، فمن ذلك أحاديث وضعوها فى فضائل الإمام على -كرم الله وجهه- وآله الكرام كحديث "من أراد أن ينظر إلى آدم فى علمه - وإلى نوح فى تقواه وإلى إبراهيم فى حلمه، وإلى موسى فى هيبته، وإلى عيسى فى عبادته فلينظر إلى على" (١) و"أنا ميزان العلم وعلى كفتاه، والحسن والحسين خيوطه، وفاطمة علاقته، والأئمة منا عموده توزن فيه أعمال المحبين لنا والمبغضين لنا" (٢) إلى غير ذلك من روايات مكذوبة تثبت النبوة لعلى طوراً، والخلافة والوصية بها طوراً آخر على حسب عقائد الوضاعين وآرائهم (٣) .

وكما وضعوا الأحاديث فى فضل على وآل البيت، وضعوا الأحاديث فى ذم الصحابة؛ وخاصة الشيخين وكبار الصحابة، حتى قال ابن أبى الحديد (٤) وهو شيعى معتزلى: "فأما الأمور المستبشعة التى تذكرها الشيعة من إرسال قنفذ إلى بيت فاطمة، وأنه ضربها بالسوط، فصار فى عضدها كالدملج، وأن عمر ضغطها بين الباب والجدار، فصاحت: يا ابتاه وجعل فى عنق علىّ حبلاً يقاد به، وفاطمة خلفه تصرخ، وابناه الحسن والحسين يبكيان ... ثم أخذ ابن أبى الحديد فى ذكر الكثير من المثالب، ثم قال: فكل ذلك لا أصل له عند أصحابنا، ولا يثبته أحد منهم، ولا رواه أهل الحديث ولا يعرفونه، وإنما هو شئ تنفرد الشيعة بنقله (٥) وكذلك وضعوا الأحاديث فى ذم معاوية رضي الله عنه إذا رأيتم معاوية على منبرى فاقتلوه" (٦) وفى ذم معاوية وعمرو بن العاص-رضى الله عنهما-"اللهم أركسهما فى الفتنة ركساً ودعهما فى النار دعا (٧) "


(١) انظر: اللآلئ المصنوعة للسيوطى ١ /٣٢٥، وتنزيه الشريعة لابن عراق ١ /٣٨٥، والفوائد المجموعة فى الأحاديث الموضوعة للشوكانى ص ٣٦٧.
(٢) انظر: المقاصد الحسنة للسخاوى ص ٩٧، رقم ١٨٩، وتنزيه الشريعة ١ /٣٩٧.
(٣) الحديث والمحدثون للدكتور محمد أبو زهو ص ٩٣.
(٤) ابن أبى الحديد هو: عبد الحميد بن هبة الله بن أبى الحديد، أبو حامد، الأديب، الفقيه الأصولى، الشيعى الغالى، وكان حظياً عند الوزير ابن العلقمى، لما بينهما من المناسبة والمقاربة والمشابهة فى التشيع والأدب، من مؤلفاته "شرح نهج البلاغة" "والفلك الدائر على المثل السائر" وغير ذلك. مات سنة ٦٥٥هـ. له ترجمة فى: البداية والنهاية ١٣ /٢١٣، ووفيات الأعيان ١ /٢٤٨، والنجوم الزاهرة ٨ /١٩، وذيل طبقات الفقهاء الشافعيين للعبَّادِى ص٧٦، والأعلام ٣ /٢٨٩.
(٥) شرح نهج البلاغة ١ /١٣٥.
(٦) انظر: اللآلئ المصنوعة ١ /٣٨٨، وتنزيه الشريعة ٢ /٨، والفوائد المجموعة ص ٤٠٧.
(٧) انظر: الموضوعات لابن الجوزى ٢/٢٨، واللآلئ المصنوعة ١ /٣٩٠، وتنزيه الشريعة ٢ /١٦، والفوائد المجموعة ص٤٠٧.

<<  <   >  >>