للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهكذا أسرف غلاة الشيعة الرافضة فى وضع الأحاديث بما يتفق مع أهوائهم، والتى بلغت من الكثرة حداً مزعجاً. حتى قال الخليلى (١) فى الإرشاد: "وضعت الرافضة فى فضائل على وأهل بيته نحو ثلاثمائة ألف حديث" (٢) ومع ما فى قوله من المبالغة فإنه دليل على كثرة ما وضعوا من الأحاديث.

ويكاد المسلم يقف مذهولاً من هذه الجرأة البالغة على رسول الله صلى الله عليه وسلم. لولا أن يعلم أن هؤلاء الرافضة أكثرهم من الفرس الذين تستروا بالتشيع لينقضوا عرى الإسلام، أو ممن أسلموا ولم يستطيعوا أن يتخلوا عن كل آثار ديانتهم القديمة، فانتقلوا إلى الإسلام بعقلية وثنية لا يهمها أن تكذب على صاحب الرسالة صلى الله عليه وسلم. لتؤيد حباً ثاوياً فى أعماق أفئدتها، وهكذا يصنع الجهال والأطفال حين يحبون وحين يكرهون.

وقد ضارعهم الجهلة من أهل السنة، فقابلوا -مع الأسف- الكذب بكذب مثله وإن كان أقل منه دائرة وأضيق نطاقاً (٣) ومن ذلك حديث "ما فى الجنة شجرة إلا مكتوب على ورقة منها لا إله إلا الله محمد رسول الله، أبو بكر الصديق، عمر الفاروق، عثمان ذو النورين" (٤) .

كذلك قابلهم المتعصبون لمعاوية والأمويين، فوضعوا أحاديث مثل قولهم "الأمناء ثلاثة، أنا وجبريل ومعاوية" (٥) و"لا افتقد فى الجنة إلا معاوية فيأتى آنفاً بعد وقت طويل، فأقول: من أين يا معاوية، فيقول من عند ربى يناجينى وأناجيه، فيقول: هذا بمانيل من عرضك فى الدنيا" (٦) .


(١) الخليلى: هو أبو يعلى الخليل بن عبد الله بن أحمد القزوينى، ثقة حافظ عارف بكثير من علل الحديث ورجاله، عالى الإسناد، كبير القدر مصنف كتاب "الإرشاد فى معرفة المحدثين" مات سنة ٤٤٦هـ. له ترجمة فى: طبقات الحفاظ للسيوطى ص ٤٣٠ رقم ٩٧٣، والعبر ٣ /٢١١ وتذكرة الحفاظ للذهبى ٣ /١١٢٣ رقم ١٠٠٨.
(٢) الإرشاد فى معرفة المحدثين ص ١٢.
(٣) السنة ومكانتها فى التشريع ص ٨٠،٨١ بتصرف.
(٤) انظر: اللآلئ المصنوعة ١ /٢٩٢، وتنزيه الشريعة ١ /٣٥٠، والفوائد المجموعة ص ٣٤٢.
(٥) انظر: تنزيه الشريعة ٢ /٤، والفوائد المجموعة ص ٤٠٤.
(٦) انظر: الموضوعات لابن الجوزى٢ /٢٣، واللآلئ المصنوعة١ /٣٨٧، وتنزيه الشريعة ٢ /٧، الفوائد المجموعة ص ٤٠٦.

<<  <   >  >>