للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

.. أما ما جاء فى حديث أبى الدرداء، وقراءته على قراءة ابن مسعود مرفوعاً: "والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى والذكر والأنثى" (١) .

فأجاب عن ذلك الإمام المازرى (٢) فقال: "يجب أن يعتقد فى هذا الخبر وما فى معناه أن ذلك كان قرآناً ثم نسخ، ولم يعلم من خالف النسخ فبقى على النسخ، ولعل هذا وقع من بعضهم قبل أن يبلغهم مصحف عثمان المجمع عليه، المحذوف منه كل منسوخ، وأما بعد ظهور مصحف عثمان فلا يظن بأحد منهم أنه خالف فيه (٣) .

قال ابن حزم مؤيداً ذلك: "لأن قراءة عاصم المشهورة" المأثورة عن زر بن حبيش عن ابن مسعود عن النبى صلى الله عليه وسلم، وقراءة ابن عامر مسندة إلى أبى الدرداء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهما جميعاً {وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى} (٤) فهى زيادة لا يجوز تركها" (٥) أ. هـ.


(١) أخرجه مسلم (بشرح النووى) كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب ما يتعلق بالقراءات ٣/٣٧٠ رقم ٨٢٤.
(٢) المازرى هو: الإمام العلامة محمد بن على بن عمر التميمى المازرى، أبو عبد الله، من فقهاء المالكية، كان محدثاً، فقهياً، أصولياً، أديباً، وله دراية بالطب، من مصنفاته المعلم بفوائد شرح مسلم، وإيضاح المحصول من برهان الأصول.وغير ذلك توفى عام٥٣٦هـ. له ترجمة فى: الديباج المذهب ص٣٧٤ رقم ٥٠٨، وسير أعلام النبلاء ١٢/١٦٩، ووفيات الأعيان ١/٤٨٦، وشذرات الذهب ٤/١١٤، والوافى بالوفيات ٤/١٥١، وشجرة النور الزكية ١/١٢٧ رقم ٣٧١.
(٣) المنهاج شرح مسلم للنووى ٣/٣٧١.
(٤) الآية ٣ من سورة الليل.
(٥) الإحكام لابن حزم ٥/٥٧٣.

<<  <   >  >>