للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعلى هذا اتفاق الفقهاء فى مشارق الأرض ومغاربها قال محمد بن الحسن الشيبانى: "اتفق الفقهاء كلهم من المشرق إلى المغرب على الإيمان بالقرآن، وبالأحاديث التى جاء بها الثقات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فى صفة الرب من غير تشبيه ولا تفسير، فمن فسر شيئاً منها وقال بقول جهم فقد خرج عما كان عليه النبى صلى الله عليه وسلم، وأصحابه وفارق الجماعة، لأنه وصف الرب بصفة لا شئ.

... وقال ابن عبد البر: "أهل السنة مجمعون على الإقرار بهذه الصفات الواردة فى الكتاب والسنة ولم يكيفوا شيئاً منها" (١) .

قال الإمام الشافعى – رحمه الله –: "لله أسماء وصفات لا يسع أحداً ردها، ومن خالف بعد ثبوت الحجة عليه فقد كفر، وأما قبل قيام الحجة فإنه يعذر بالجهل؛ لأن علم ذلك لا يدرك بالعقل، ولا الرؤية والفكر، فنثبت هذه الصفات وننفى عنه التشبيه كما نفى عن نفسه، فقال تعالى {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} (٢) .

... وقال أبو حنيفة – رحمه الله -: "لا يشبه بشئ من خلقه، ولا يشبهه شئ من خلقه... وصفاته كلها خلاف صفات المخلوقين، يعلم لا كعلمنا، ويقدر لا كقدرتنا، ويرى لا كرؤيتنا" (٣) .


(١) انظر: فتح البارى ١٣/٤١٨ أرقام ٧٤١٨ – ٧٤٢٨.
(٢) جزء من الآية ١١ من سورة الشورى، وانظر: سير أعلام النبلاء ١٠/٧٩ – ٨٠.
(٣) انظر: شرح الفقه الأكبر لأبى منصور الحنفى ص ١٠٣ – ١١٢، وشرح ملا على القارى على الفقه الأكبر ص ١٥ – ٣٢، وموقف المدرسة العقلية من السنة ١/١٩٧.

<<  <   >  >>