للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

.. الوجه الخامس: إن الله سبحانه وتعالى قادر على أن يجعل الجبل مستقراً مكانه وليس هذا بممتنع فى مقدوره، بل هو ممكن وقد علق به الرؤية، ولو كانت محالاً فى ذاتها لم يعلقها بالممكن فى ذاته. بل لو كانت محالاً لكان ذلك نظير أن يقول: إن استقر الجبل فسوف آكل وأشرب وأنام.

... الوجه السادس: قوله سبحانه وتعالى: {فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا} وهذا من أبين الأدلة على جواز رؤيته تبارك وتعالى فإنه إذا جاز أن يتجلى للجبل الذى هو جماد لا ثواب له ولا عقاب، فكيف يمتنع أن يتجلى لأنبيائه ورسله، وأوليائه فى دار كرامته ويريهم نفسه؟ فأعلم سبحانه وتعالى موسى أن الجبل إذا لم يثبت لرؤيته فى هذه الدار فالبشر أضعف.

... الوجه السابع: إن ربه سبحانه وتعالى قد كلمه، وخاطبه، وناجاه، وناداه، ومن جاز عليه التكلم والتكليم وأن يسمع مخاطبه كلامه معه بغير واسطة فرؤيته أولى بالجواز، ولهذا لا يتم إنكار الرؤية إلا بإنكار التكليم (١) .

٢- قوله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (٢٢) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} (٢) استدل بهذه الآية ابن عباس – رضى الله عنهما – وجماعة من التابعين منهم الحسن البصرى، وعكرمة مولى ابن عباس على جواز الرؤية، وكذا استدل بها مالك والشافعى رحمهما الله (٣) وهو قول المفسرين من أهل السنة والجماعة (٤) .


(١) حادى الأرواح ص ٢١٢ – ٢١٣ بتصرف، وانظر: شرح العقيدة الطحاوية ١/٢٤١، ٢٤٢، والانصاف للباقلانى ص ١٧٧.
(٢) الآيتان ٢٢، ٢٣ من سورة القيامة.
(٣) انظر: شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائى ٢/٤٦٤.
(٤) انظر: شرح الطحاوية١/٢٣٩، وتفسير القرآن العظيم ٤/٤٥٠، والعقيدة الصحيحة فى الله وما ثار حولها من مشكلات للحافظ النابلسى ص ٢٩.

<<  <   >  >>