للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٣- قوله تعالى: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} (١) الحسنى: هى الجنة، والزيادة هى النظر إلى وجه الله الكريم، بذلك فسرها رسول الله صلى الله عليه وسلم فى قوله صلى الله عليه وسلم: "إذا دخل أهل الجنة الجنة، قال: يقول الله تعالى: تريدون شيئاً أزيدكم؟ فيقولون ألم تبيض وجوهنا؟ ألم تدخلنا الجنة وتنجنا من النار؟ قال فيكشف الحجاب فما أعطوا شيئاً أحب إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل ثم تلا هذه الآية: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} (٢) .

٤- قوله تعالى: {وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا} (٣) قال الرازى: "فإن إحدى القراءات فى هذه الآية فى "َمُلْكًا" بفتح الميم وكسر اللام، وأجمع المسلمون على أن ذلك الملك ليس إلا الله تعالى، وعندى أن التمسك بهذه الآية أقوى من التمسك بغيرها (٤) .

٥- قوله تعالى: {كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ} (٥) ففى هذه الآية دليل على أن الله تعالى يرى فى القيامة، ولولا ذلك ما كان فى هذه الآية فائدة، ولا خصت منزلة الكفار بأنهم يحجبون.


(١) الآية ٢٦ من سورة يونس.
(٢) أخرجه مسلم (بشرح النووى) كتاب الإيمان، باب إثبات رؤية المؤمنين فى الآخرة ربهم سبحانه وتعالى ٢/١٩، ٢٠ رقم ١٨١، والبيهقى فى البعث والنشور ص ٢٦١ رقم ٤٤٦ من حديث صهيب رضي الله عنه من حديث صهيب رضي الله عنه وانظر: شرح أصول اعتقاد أهل السنة ٢/٢٥٥ وما بعدها، وحادى الأرواح ص ٢١٤ – ٢١٥، والجامع لأحكام القرآن ٨/٣٣٠، وتفسير القرآن العظيم ٢/٤١٤ وشرح العقيدة الطحاوية ١/٢٤٠.
(٣) الآية ٢٠ من سورة الإنسان.
(٤) التفسير الكبير ١٣/١٣١، وانظر: مناهل العرفان ١/١٥٠.
(٥) الآية ١٥ من سورة المطففين.

<<  <   >  >>