للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

.. قال القاضى الباقلانى (١) : يدل على الرؤية من جهة العقل: أنه تعالى موجود، والموجود لا يستحيل رؤيته، وإنما يستحيل رؤية المعدوم. وأيضاً فإنه تعالى يرى جميع المرئيات، وقد قال تعالى: {أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى} (٢) وقال تعالى: {الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ} (٣) وكل راء يجوز أن يرى.

ولا يجوز أن تحمل الرؤية منه تعالى على العلم -كما تزعم المعتزلة لأنه تعالى فصل بين الأمرين، فلا حاجة بنا أن نحمل أحدهما على الآخر، ألا ترى أنه سمى نفسه عالماً، وسمى نفسه مريداً، ولا يجوز أن نحمل الإرادة على العلم، كذلك لا تحمل الرؤية على العلم. فاعلمه.

... وجواب آخر: وهو أن الصحابة سألوا الرسول صلى الله عليه وسلم: هل نرى ربنا؟ فقال: "نعم" ولا يجوز أن يكون سؤالهم: هل نعلم ربنا أو يعلمنا ربنا.


(١) الباقلانى: هو محمد بن الطيب بن محمد، القاضى أبو بكر الباقلانى، البصرى المالكى الأشعرى الأصولى المتكلم، صاحب المصنفات الكثيرة فى علم الكلام وغيره توفى سنة ٤٠٣هـ. له ترجمة فى: الديباج المذهب ٣٦٣ رقم ٤٩٠، وشذرات الذهب ٣/١٦٨، ووفيات الأعيان ٣/٤٠٠ رقم ٥٨٠، وسير أعلام النبلاء ١١/٤٣ رقم ٣٧٣٤، وشجرة النور الزكية ١/٩٢ رقم ٢٠٩.
(٢) الآية ١٤ من سورة العلق.
(٣) الآية ٢١٨ من سورة الشعراء.

<<  <   >  >>