للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فبطل قول من يحمل الرؤية على العلم، ولهذا أجاب صلى الله عليه وسلم: "سترونه كما يرى القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب وكما ترى الشمس ليس دونها سحاب" (١) يعنى لا تشكون فى رؤيته كما لا يشك من رأى القمر والشمس فيها، فشبه الرؤية بالرؤية فى نفى الشك عن الرائى، ولم يشبه المرئى بالمرئى. فاعلم ذلك" (٢) أ. هـ.

د- آثار السلف:

... وأما الآثار التى وردت عن سلفنا الصالح – رضوان الله عليهم – فى إثبات رؤية الله عز وجل فى الآخرة للمؤمنين، فهى أكثر من أن تذكر سبق منها قول الإمام الشافعى.

ويقول فى ذلك الإمام أحمد – رحمه الله -: "من كذب بالرؤية فهو زنديق" وقال: "نؤمن بها أى الرؤية وأحاديثها، ونعلم أنها حق، فنؤمن بأن الله يرى، نرى ربنا يوم القيامة، لا نشك فيه ولا نرتاب".


(١) البخارى (بشرح فتح البارى) كتاب التوحيد، باب قوله تعالى: "وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ" ١٣/٤٣٠ رقم ٧٤٣٧، ومسلم (بشرح النووى) كتاب الإيمان، باب معرفة طريق الرؤية ٢/٢١، ٢٢ رقم ١٨٢ من حديث أبى هريرة رضي الله عنه.
(٢) الانصاف للباقلانى ص١٨١، ١٨٢ وانظر: الابتهاج فى أحاديث المعراج لابن دحية ص ٧٨، ٧٩

<<  <   >  >>